أمطار أكتوبر تحيي آمال الفلاحين.. واحتيتا لـ”الأيام24″: الظاهر شيء والواقع شيء آخر

 

بعد توالي ست سنوات من الجفاف، بدأت معالم الانفراج تظهر تباعا في مجموعة من المناطق المتفرقة في جهات وأقاليم في المغرب، بعد أن استقبلت تساقطات مطرية نهاية هذا الأسبوع، بمعدل تراوح بين 20 إلى 40 أو 60 مليمترا، فيما يُتوقع أن تستمر “زخات رعدية قوية” في هذه المناطق، وفق ما أعلنته نشرات إنذارية.

 

 

 

وأمام هذه المعطيات، تفاءل بعض الفلاحين والمزارعين ومربي المواشي، في معظم المناطق ذات الطابع القروي والفلاحي، بموسم فلاحي جيد، بعد تضررهم من تداعيات الجفاف، الذي أثر على المردودية الإنتاجية، حيت اتجه بعض مهنيي القطاع إلى التريث أمام هذا الوضع، خصوصا أن كمية التساقطات المسجلة غير منتظمة، ولا يمكن التنبؤ من خلالها ببشائر تنسيهم مخلفات غياب الأمطار في المواسم الفلاحية السابقة.

 

 

 

وفي هذا السياق، أكد رياض واحتيتا، خبير ومستشار فلاحي، أن هذه التساقطات التي شهدتها مجموعة من المناطق نهاية الأسبوع المنصرم، في كل من الشرق والجنوب الشرقي، أعطت للفلاحين أملا في إمكانية حدوث انتعاشة للموسم الفلاحي لهذه السنة، وساهمت في تجنب الدخول في المرحلة الثالثة من جفاف التربة، والتي تتسم بالخطورة، خاصة في تلك المناطق التي تشهد مستويات كبيرة من الجفاف.

 

 

 

وقال واحتيتا، في تصريح لـ”الأيام 24″، إنه “في ظل هذه التساقطات، يمكن أن نتحدث فقط عن بشارة خير لهذا الموسم الفلاحي، وفي مقابل ذلك، لا يمكن أن نتنبأ بموسم زراعي واعد، لكي لا يعاد سيناريو السنتين الأخيرتين، حين شرع الفلاحون، بشكل فوري، في عمليات الحرث والزرع دون نتيجة”، داعيا مهنيي القطاع إلى ضرورة التريث، إلى حين تسجيل تساقط أمطار مستقبلية في شهري يناير وفبراير.

 

 

 

وفي ظل هذا الوضع، أوضح المتحدث نفسه، أنه لا يمكن إنكار أهمية التساقطات والزخات المطرية برسم شهر أكتوبر، وفترة بداية موسم الخريف، مستدركا: “لكن يبقى احتمال تسجيل تساقطات مطرية أخرى في الشهر المقبل فرصة مهمة ستنعكس إيجابا على الموسم الفلاحي الحالي”.

 

 

 

وارتباطا بالموضوع، ذكّٓر واحتيتا، أن المغرب سيشرع هذه السنة، في استخدام بنك الحبوب الذي يشمل ما يناهز ستة أصناف مقاومة للهجمات المناخية، مبرزا خصوصيتها المتفردة، كون مرحلة إتمام إنتاجها تظل قصيرة مقارنة بالأنواع الأخرى من الحبوب.

 

 

 

وجدير بالذكر، أن الموسم الفلاحي 2023-2024 اندرج في سياق مناخي صعب، طيلة خمس سنوات متتالية، عرف تأخرا كبيرا في تساقط الأمطار، على نحو متباين، وفق التوزيع الزمني للتساقطات المطرية، مما انعكس سلبا على وضع الزراعات الخريفية في المناطق المزروعة.

 

 

 

وبلغ متوسط التساقطات المطرية الوطني إلى حدود 22 ماي 2024، حوالى 237 ملم، أي بنسبة انخفاض قدره 31%، مقارنة بموسم عادي عند 349 ملم، وبزيادة قدرها 9%، مقارنة بالموسم السابق، وبلغت نسبة ملء السدود للاستخدام الفلاحي على المستوى الوطني حوالي 31%، مقابل نسبة 30% في الموسم السابق في التاريخ نفسه.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق