تصعيد جديد بين السودان والإمارات
في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة بين السودان والإمارات العربية المتحدة، اتهمت أبو ظبي الخرطوم بقصف مقر سفيرها في العاصمة عبر طيران الجيش السوداني ما أدى إلى أضرار جسيمة في المبنى، وهو ما نفاه الجيش.واعتبر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، الخطوة انتهاكاً أساسياً لمبدأ حرمة المباني الدبلوماسية وضرورة توفير الحماية لها.وقالت إنها ستقدم احتجاجاً رسميّاً لجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والمنظمات المعنية في مواجهة الحكومة السودانية.وبعد مرور نحو يوم من الاتهامات الإماراتية أصدر الجيش السوداني بياناً استنكر فيه الاتهامات.وقال إنه لا يستهدف مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة ولا يتخذها مقاراً عسكرية، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع التي تدعمها الإمارات هي من تقوم بمثل هذه الأعمال بحسب البيان.
- ما حقيقة اتهام السودان للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع؟
- "اغتصِبوني أنا، لا ابنتي!" نساء يحكين لبي بي سي عن العنف الجنسي في الحرب الأهلية في السودان.
"تنديد عربي واسع"
سارعت العديد من الدول الخليجية والعربية إلى التنديد بواقعة قصف مقر السفير الإماراتي في السودان، ومن بينها السعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان والأردن واليمن ومصر التي أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية فيها عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في السودان، بما فيها تعرض مقر سفير دولة الإمارات بالخرطوم للقصف."وإذ تعرب مصر عن استنكارها لهذا الحادث، فتؤكد على ضرورة الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية للمدنيين، وسلامة مقار البعثات الدبلوماسية".أما الرياض، فقد أكدت عبر بيان لوزارة خارجيتها رفضها لقصف منزل السفير الإماراتي، وطالبت بضرورة توفير الحماية للدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية." حي الراقي"
ولم توضح الإمارات في بيانها متى وقع الهجوم، لكن الجيش السوداني بدأ سلسلة غارات عسكرية على عدة مواقع في الخرطوم خلال الفترة الأخيرة.ويقع مقر السفير الإماراتي في حي الراقي جنوب الخرطوم، وهو حي يضم العديد من مقار السفراء والدبلوماسيين، ويقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.والحي المذكور حالياً هو أقرب إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها السكان بسبب القتال، وسيطرة قوات الدعم السريع عليها في وقت لاحق.وفعلياً لا السفير الإماراتي ولا بقية الدبلوماسيين في الخرطوم، إذ إنهم غادروا العاصمة منذ أن بدأت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان من العام الماضي.وقررت بعض السفارات والبعثات الدبلوماسية البقاء في مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، بعد أن تحولت إلى عاصمة إدارية في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على معظم المناطق في مدينة الخرطوم.ومن بين السفارات الموجودة؛ الإماراتية والمصرية والروسية والسعودية وجنوب السودان.وشهدت العلاقات بين الخرطوم وأبو ظبي توتراً شديداً في أعقاب اتهام الأولى للثانية بدعم قوات الدعم السريع وهو ما ظلت تنفيه الإمارات العربية المتحدة.وبالرغم من هذا التوتر ظل السفير الإماراتي يمارس عمله من مدينة بورتسودان ولم يتم طرده، ولكنه غادر المدينة خلال هذا الشهر." طريق مسدود"
لم يتم ربط اسم الإمارات في بداية الحرب المستمرة في السودان، ولكن بعد مرور نحو سبعة أشهر بدأت قيادات في الجيش السوداني ومن بينها مساعد القائد العام الفريق ياسر العطا، في اتهام أبو ظبي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع.وظل قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان خلال مخاطباته العسكرية يلمح إلى أن "دولة خليجية تقدم الدعم لقوات الدعم السريع"، دون الإشارة بوضوح إلى الإمارات.ووصلت العلاقة بين الطرفين إلى طريق مسدود، إذ حاول رئيس وزراء أثيوبيا، أبي أحمد، إعادة مسار الطريق بين البلدين مرة أخرى، وذلك عندما طرح وساطة خلال زيارته لمدينة بورتسودان ولقائه بالبرهان في أغسطس/آب الماضي.- المجاعة تجتاح السودان مع تعثر محادثات السلام مرة أخرى
- لماذا تصرّ واشنطن على إنجاز مفاوضات جنيف رغم إمعان ممثلي الجيش السوداني في الغياب؟
التعليقات مغلقة.