ما هو “محور المقاومة” وما علاقته بالنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط؟

ما هو محور المقاومة، كيف نشأ وكيف تطور؟
يعرف محور المقاومة بأنّه تحالفٌ من الجماعات المعارضة لإسرائيل والنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، تقود إيران هذا المحور، ويضم حزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة، وميليشيات في العراق، وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن.ومن وجهة نظرٍ إيرانية يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الأديان والمذاهب في إيران، الدكتور عباس خا مه يار، إنّ إيران ترى شعوب محور المقاومة بأنّها الشعوب التي " تقاوم الهيمنة الأجنبية والاستعمار والاحتلال، والتي تريد أن تكون مستقلةً في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية".أما الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط، المتخصص في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي، فيقول إنّ المحور "يضم الميليشات الشيعية المسلحة التي تشارك في النزاعات الأهلية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ويتحالف أيضاً مع النظام السوري، ويمتلك نفوذاً على القرار السياسي في هذه الدول" كما يتعاون مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، ويستمد اسمه ومشروعيته من دعمهما.- لماذا تتصدر إيران المشهد عند الحديث عن حرب غزة؟
- ما المليشيات والجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا؟

ما دور المحور اليوم، وما علاقته بنفوذ إيران في الشرق الأوسط؟
حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزةشنت حركة حماس هجوماً على إسرائيل واحتجزت حماس والجهاد الإسلامي في البداية نحو 242 رهينة، فيما قدرت إسرائيل عدد القتلى بـ 1200 قتيل، وردّت إسرائيل على الهجوم ببدء حرب واسعة النطاق على غزة تجاوز عدد ضحاياها من الفلسطينيين حتى الآن 41 ألفًا بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إلاّ أنّ حماس كانت جاهزة لإطلاق مئات الصواريخ والقذائف، واستخدام طائرات بدون طيار لإسقاط القنابل، وعدداً لا حصر له من الأسلحة الصغيرة والذخائر.إيرانتدعم إيران دول وجهات محور المقاومة علناً، ومنذ نشأة حماس لعبت دوراً مهماً في دعمها، واليوم، تقول الولايات المتحدة، إنّه وعلى الرغم من عدم وجود دليلٍ على تورط إيران بشكلٍ مباشر في هجوم حماس على إسرائيل، إلّا أنّها تعتقد أنّ إيران لعبت دوراً من خلال تمويل الجناح العسكري للحركة خلال السنوات الماضية.ومنذ بدء الحرب في غزة، أعلنت إيران مقتل عدد من ضباطها وقادة من الحرس الثوري في "غارات جوية إسرائيلية" على مواقع في سوريا، ونادراً ما تعلق إسرائيل على الضربات الفردية التي تستهدف سوريا، إلا أنها كررت لأكثر من مرة أنها لن تسمح لإيران بتوسيع وجودها هناك.كما أعلن مؤخراً الحرس الثوري الإيراني كذلك قصفه لأهداف اعتبرها "إرهابية" في سوريا وإقليم كردستان في العراق، إذ قال الحرس إنّ الضربات استهدفت مركزاً للموساد الإسرائيلي، مشيراً إلى أنها رد على استهداف قادة محور المقاومة.حزب الله في لبنانبعد هجوم حماس بيومٍ واحدٍ فقط أعلن حزب الله في لبنان استهداف مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا، ليرد الجيش الإسرائيلي بقصف خيمة تابعة للحزب، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الهجمات وتبادل إطلاق النار بين الطرفين منذ ذلك الحين، إذ يعلن الحزب يومياً استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات لمقاتلين قرب الحدود.وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد أسفر تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي حتى الآن عن مقتل نحو 316 شخصاً، معظمهم من مقاتلي حزب الله، فضلا عن 53 مدنياً في لبنان، كما قتل قادة من حزب الله وحركة حماس منهم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية في الثاني من يناير/ كانون الثاني، والقيادي في حزب الله وسام الطويل في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان، وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وسبعة مدنيين.وكان حزب الله قد شارك سابقاً في الحرب في سوريا، الأمر الذي عرّضه لانتقاداتٍ واسعة على عدة مستويات.جماعة أنصار الله الحوثية في اليمنيستمر الحوثيون في اليمن بتنفيذ هجمات في البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب، تستهدف سفناً مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، بحسبهم، دعماً للفلسطينيين وطلباً لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.فيما نفذت القوات الأمريكية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، رداً على استهداف السفن في الممرات البحرية قبالة اليمن.الميليشيات في العراقمنذ بدء حرب غزة، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، تنفيذها لعدة هجمات على قواعد أمريكية تضم قوات أمريكية وقوات للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.وحتى الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2023 قالت واشنطن إنّها وثقت 103 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ اندلاع الحرب في غزة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.واشتدت أزمة المقاومة العراقية مع الأمريكيين بعد مقتل ثلاثة عسكريين في هجوم شنته جماعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران على موقع يسمى البرج 22 على الحدود بين الأردن وسوريا، إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ بلاده سترد على الهجوم.وحول علاقة هذا المحور بنفوذ إيران في الشرق الأوسط يقول الدكتور عباس خا مه يار "إذا كان هذا النفوذ يدعم الشعوب الإسلامية والعربية في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها وكرامتها، فأين المشكلة؟" مؤكداً أنّ الإيرانيين لا يطلبون شيئًا بسبب دعمهم لجهاتٍ أو دول بعينها، مضيفاً أنّ الإيرانيين "دفعوا وما زالوا يدفعون ثمناً باهظاً بسبب هذا الدعم، وإن كانوا يريدون تطوير وتوسيع نفوذهم في المنطقة لكانت طرق المساومة مع الأمريكيين والعالم الغربي أكثر جدوى ونفعاً ومصلحة".لكنّ المنسي يرى عكس ذلك، إذ يقول إنّ إيران التي "تسيطر على أربع عواصم عربية" كما أعلن قادتها قبل ذلك، يتيح نفوذها لها التحكم في القرار السياسي في هذه الدول حسب مصالحها، بل ومقايضة هذا النفوذ السياسي بمكاسب أخرى مع الدول الكبرى في المنطقة، ففي عام 2018 على سبيل المثال، حين تأزمت المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي الإيراني، أعلنت إيران أنّها لا تستطيع أن تقدم تنازلاتٍ في ملفها النووي، لكنها يمكن أن تتفاوض حول اليمن.ويضيف المنسي أنّ إيران أعلنت على لسان كبار قادتها العسكريين مؤخرًا "أنها تتحكم بشكلٍ كبيرٍ في البحر الأحمر والملاحة الدولية المارة في المنطقة" وذلك بعد أن بدأت جماعة أنصار الله الحوثية استهداف السفن المتوجهة إلى إسرائيل في باب المندب، فامتلاك أوراق قوة في الإقليم يمكّن إيران من استخدام هذه الأوراق لخدمة مصالحها، إلى جانب تحقيق فوائد اقتصادية كثيرة من سيطرتها على هذه الدول، ويرى المنسي أنّ وجود "حزامٍ من الدول حول إيران، فيها قوات مسلحة تدين بالولاء لها" يعد أمراً لصالح الأمن القومي الإيراني، إذ يوفر الحماية لها ويجعل الأراضي الإيرانية بمنأى عن الاستهداف، ولو حدث أي استهداف فسيكون خارج الأراضي الإيرانية، وهكذا تستطيع إيران امتلاك نفوذٍ كبير "ليس فقط على الدول التي تنتشر فيها ميليشياتها بل على الدول الأخرى".
التعليقات مغلقة.