هل يؤدي استهداف إسرائيل لقادة حزب الله إلى إضعاف قدراته؟
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل إبراهيم محمد القبيسي، الذي وصفه بأنه "قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله"، وقال إنه أطلق موجة غارات واسعة تستهدف "أهدافاً إرهابية" في لبنان.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن طائرات حربية "هاجمت بتوجيه من هيئة الاستخبارات في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، وقضت على إبراهيم محمد القبيسي قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله".
وأضاف بيان الجيش أن القبيسي كان في وقت الغارة "برفقة عدد من كبار قادة منظومة الصواريخ في حزب الله".
ضربات متتالية
يأتي هذا في ظل ضربات متتالية تلقاها الحزب، واحدة تلو الأخرى، من إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية.
وأسفرت تلك الضربات عن مقتل عدد من قادة الصف الأول للحزب وأهمهم إبراهيم عقيل وأحمد محمود وهبي، مما يضع حزب الله أمام تحد جديد في الحفاظ على قوته الأمنية والعسكرية.
وقد اعترف الحزب بمقتل عدد من قادته في ضربة الأخيرة على الضاحية الجنوبية، إلا أن مسؤولا إسرائيليا ذهب أبعد من ذلك، بكشفه لموقع "أكسيوس" أن الغارة الإسرائيلية قتلت عشرين قائدا من قوة الرضوان التابعة لحزب الله، حيث كانوا يعقدون اجتماعا سريا.
وكشف رئيس الأركان الإسرائيلي، هارتسي هاليفي،أن القادة الذين تم القضاء عليهم كانوا يخططون لهجوم مماثل للسابع من أكتوبر على الحدود الشمالية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اغتنم الفرصة بعد أن علم بعقد اجتماع سري نادر لكامل قيادة قوة الرضوان.
حزب الله يرد
وردا على التصعيد الإسرائيلي الأخير، نفذ حزب الله اللبناني، الأحد 22 من سبتمبر/أيلول، هجوما بالصواريخ استهدف مُجمعات صناعات عسكرية لشركة "رفائيل".
كذلك أعلن الحزب استهدف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" للمرة الثانية بعشرات الصواريخ.
ويُعد استهدف حزب الله لتلك المناطق تطورا في عمليات الحزب ضد إسرائيل، فهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب هذه المناطق، منذ بدء المواجهات بين الجانبين في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ورغم ذلك اعتبر تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية أن رد فعل حزب الله على أيام من الاستفزاز الإسرائيلي فاتر إلى حد كبير حتى الآن، رغم أن الأمين العام حسن نصر الله كان قد حذّر إسرائيل من أن أي ضربة على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت ستُواجه برشقات صاروخية تصل إلى تل أبيب.
وذكر التقرير أن حزب الله مازال متردداً في تصعيد الحرب، مشيرا إلى أنه من الواضح أن إيران تكبح جماح الحزب لذلك لم يستخدم حتى الآن صواريخه الأكثر تقدما ضد إسرائيل.
حرب استنزاف
وفي الأثناء، قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق دورون ماتزا إن إسرائيل تتجنب الدخول في حرب برية شاملة مع حزب الله وتسعى بدلا من ذلك إلى تعظيم الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب لإجباره على الدخول في تسوية سياسية تعيده إلى ما وراء نهر الليطاني وتجعله يتراجع عن مساندته لغزة.
وأكد الضابط الإسرائيلي في مقالة بصحيفة معاريف الإسرائيلية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك عمليات البيجر واللاسلكي والاغتيالات في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت تهدف إلى خلق ارتباك وإحراج للحزب، لكن هذا لم يكن تمهيدا لحملة برية.
وأوضح أن حزب الله يريد جر إسرائيل إلى حرب استنزاف.
إيران تحذر
وقد حذر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في تصريحات لسي إن إن من أن الضربات الإسرائيلية المكثفة على لبنان أزمة إنسانية تهدد بدفع المنطقة إلى صراع أوسع.
وشدد على أن الخطر قائم بأن تمتد نيران الأحداث التي تجري في لبنان إلى المنطقة بأكملها.
وأشار إلى ان الأحداث قد تتفاقم إلى صراع إقليمي يمكن أن يكون خطيرا على مستقبل العالم.
وشدد على أنه يجب ألا نسمح بأن يتحول لبنان إلى غزة أخرى على يد إسرائيل.
وأضاف لا يمكن لحزب الله أن يقف بمفرده ضد دولة يدعمها الغرب ويزودها بالسلاح.
في المقابل قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أفضل سبيل لإعادة سكان شمال إسرائيل هو الحل الدبلوماسي وهو ما سيعمل عليه هذا الأسبوع.
الاغتيالات ليست بالأمر الجديد
ولا يعد استهداف إسرائيل لقيادات حزب الله بالأمر الجديد فقد اغتالت إسرائيل في 30 يوليو/ تموز الماضي القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر فضلا عن اغتيال عدد من قيادات الحزب قبل سنوات مثل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وحسان اللقيس وسمير القنطار وجهاد مغنية.
ورغم نجاح إسرائيل في تنفيذ تلك الاغتيالات إلا أن ذلك لم يؤدّ إلى إضعاف الحزب بشكل واضح على المدى الطويل.
ولعل ذلك يرجع في الأساس إلى تمتع حزب الله بهيكل تنظيمي متماسك، يسمح له بالاستمرار حتى في حال فقدان بعض قياداته الرئيسية، فبمجرد اغتيال قائد، يتم ملء الفراغ بسرعة من خلال تعيين قيادة بديلة.
وذلك فضلا عن الدعم الإيراني للحزب سواء من الناحية العسكرية أو المالية، فهذا الدعم يعزز من قدرة الحزب على الصمود أمام الضغوط الخارجية.
برأيكم
- هل يؤدي استهداف إسرائيل لقادة حزب الله إلى إضعاف قدراته في المواجهة بين الجانبين؟
- هل تنجح إسرائيل في الضغط على حزب الله داخليا وخارجيا لإجباره على الدخول في تسوية سياسية؟ ولماذا؟
- أم هل ينجح حزب الله في جر إسرائيل إلى حرب استنزاف يفضلها هو؟ ولماذا؟
- هل تتفاقم المواجهة بين الجانبين إلى صراع إقليمي كما تحذر إيران؟
- ما توقعاتكم لموقف إيران في حال تصاعدت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟
- وهل تنجح الولايات المتحدة في سعيها التوصل إلى تسوية سياسية كما يقول بايدن؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
التعليقات مغلقة.