الضربات الإسرائيلية قتلت 274 شخصاً وأصابت المئات في لبنان، وازدحامات خانقة إثر نزوح الآلاف
قال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، إن الضربات الإسرائيلية المتصاعدة، التي استهدفت مناطق متفرقة في لبنان، أسفرت عن مقتل أكثر من 274 شخصاً وإصابة 1024 آخرين، وفق البيانات الرسمية اللبنانية.
وقال الأبيض إن هذه الأعداد لمن جرى التعرف على هوياتهم.
وبين الأبيض أن الطرقات شهدت حركة نزوح كبيرة لآلاف اللبنانيين من المناطق المستهدفة بالضربات الإسرائيلية باتجاه مناطق أكثر أماناً.
وفي مؤتمر صحفي الإثنين، أكد الأبيض تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بالنازحين، مشيراً إلى تخصيص مراكز الرعاية في مراكز الإيواء لتقديم المساعدة وفق الأولوية، وتشمل الأولويات النازحين المصابين أو من يحتاجون إلى غسيل الكلى، مرضى السرطان، النساء الحوامل، الأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار الوزير إلى تخصيص خط ساخن لتقديم المساعدة للنازحين، الذي سيكون متاحاً ابتداءً من يوم غدٍ من الساعة 8 صباحاً حتى 8 مساءً، للرد على استفسارات النازحين وتوجيههم إلى أماكن تقديم الخدمات المناسبة.
كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن أوتوستراد ومثلث خلدة شهد ازدحاماً كبيراً في كلا الاتجاهين وصولاً إلى بيروت، نتيجة إغلاق الجامعات والمدارس وحضور الأهالي لاصطحاب أبنائهم، بالإضافة إلى النزوح المتزايد من الجنوب بسبب التطورات الأمنية.
وفي مدينة صيدا، شهدت الشوارع الرئيسية ازدحاماً خانقاً بعد تقليص ساعات التدريس في المدارس والمعاهد وطلب الأهالي اصطحاب أبنائهم، نتيجة تفاقم الأوضاع في الجنوب، كما سجل المدخل الجنوبي للمدينة ازدحاماً في اتجاهها بسبب حركة نزوح أهالي القرى الجنوبية المستهدفة بالضربات الإسرائيلية.
وأفادت مراسلة بي بي سي في بيروت بأن مئات المركبات اصطفت أمام محطات الوقود لتعبئة البنزين، وسط تصاعد الأعمال الحربية، حيث شهدت جميع المحطات في منطقة المتن ازدحامات كبيرة.
وذكر مراسل من رويترز في جنوب لبنان أن سكان الجنوب تلقوا اتصالات هاتفية من رقم لبناني تأمرهم بالابتعاد فورا مسافة ألف متر عن أي موقع تستخدمه جماعة حزب الله اللبنانية. وتلقى مراسل رويترز المكالمة.
ووصلت هذه المكالمات حتى العاصمة بيروت.
وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الوزارة تلقت مكالمة مماثلة لإخلاء المبنى، لكنه أشار إلى أن الوزارة لن تفعل، وقال لرويترز "هذه حرب نفسية".
وقالت لبنانية تعيش في حي المنارة ببيروت إن عائلتها تلقت مكالمة على الخط الأرضي، وأضافت "لقد كانوا مذعورين وأنا شعرت بالذعر أيضا لأننا اعتقدنا أن المنطقة التي نعيش فيها آمنة لأن السفراء يعيشون بالقرب منا".
وذكرت "تقع السفارة السعودية على مسافة قريبة جدا (من منزلنا) على بعد دقيقتين سيراً على الأقدام، لكنهم يستهدفون الجميع الآن على ما يبدو، لقد كانت رسالة طويلة مدتها 30 إلى 40 ثانية".
وفي إفادة سابقة، يوم الإثنين، أصدر المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري تحذيراً مماثلاً وقال إنه "يجري تعميمه باللغة العربية على جميع الشبكات والمنصات في لبنان".
وأضاف هاغاري عندما سأله صحفيون عن توغل بري إسرائيلي محتمل في لبنان "سنفعل كل ما يلزم لضمان عودة السكان الذين جرى إجلاؤهم من شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، وهي أولوية عسكرية لحكومة إسرائيل".
وعرض هاغاري في إفادة صحفية مقطعاً مصوراً من الجو قال إنه يظهر عناصر في حزب الله يحاولون إطلاق صواريخ كروز من منزل مدني في لبنان، وهجوماً إسرائيليا قبل لحظات من تنفيذ الإطلاق.
وقال "حزب الله يعرضكم للخطر. يعرضكم وعائلاتكم للخطر".
- "حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة قادمة إلى غزة وبيروت.. وتل أبيب هي التالية" - في هآرتس
- بالصور: أهم اللقطات التي وثقتها عدسات الكاميرات للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله
وقال آندريا تيننتي المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لرويترز إن القوة شهدت في جنوب لبنان "تكثيفا للقصف في جميع أنحاء منطقة العمليات، بالقرب من الخط الأزرق وأيضا في عمق الجنوب"، في إشارة إلى الخط الذي يرسم الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن موجة جديدة من الهجمات على حزب الله في جنوب لبنان يوم الإثنين.
وأضاف في بيان أنه "يشن حاليا ضربات على أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان".
ولم يدل حزب الله بأي تعليق حتى الآن.
التعليقات مغلقة.