إسرائيل وحزب الله: هل يمضيان باتجاه حرب شاملة أم يبقيان في دائرة الاستنزاف المتبادل؟

استهدف حزب الله مناطق في حيفا للمرة الأولى منذ بدء المواجهات مع إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
Getty Images
استهدف حزب الله مناطق في مدينة حيفا للمرة الأولى منذ بدء المواجهات مع إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

شهدت الأيام الماضية زيادة في حدة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، على خلفية هجمات متتالية نفذها الجيش الإسرائيلي على أهداف داخل لبنان، تبعها رد من حزب الله باستهداف منشآت عسكرية إسرائيلية.

واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي، الجمعة 20 من سبتمبر/أيلول، اجتماعا لقيادات من حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت. ونجح الهجوم في اغتيال رئيس شعبة العمليات في حزب الله، إبراهيم عقيل، وعدد من قيادات شعبة العمليات في وحدة "الرضوان".

وتُعد وحدة "الرضوان" إحدى أفضل الوحدات تدريبا وتسليحا في حزب الله.

وجاء استهداف إسرائيل للقيادي البارز في الحزب، بعد يومين من هجوم استهدف أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها أعضاء الحزب،خَلَّف عشرات القتلى ومئات المصابين.

وجاء اغتيال القيادي إبراهيم عقيل بعد شهر من اغتيال إسرائيل لقيادي بارز آخر في حزب الله، هو فؤاد شكر.

وعلى خلاف اعترافها وتبنيها اغتيال عقيل وشكر، لم تعترف إسرائيل أو تنكر مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصالات اللاسلكية.

في المقابل وردا على التصعيد الإسرائيلي، نفذ حزب الله اللبناني، الأحد 22 من سبتمبر/أيلول، هجوما بالصواريخ استهدف مُجمعات صناعات عسكرية ‏لشركة "رفائيل".

وأشار الحزب، في بيان، أنه قصف "مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة "زوفولون" شمال ‏مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا".

كذلك أعلن الحزب استهدف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" للمرة الثانية بعشرات الصواريخ.

ويُعد استهدف حزب الله لهذه المناطق تطورا في عمليات الحزب ضد إسرائيل، فهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب هذه المناطق، منذ بدء المواجهات بين الجانبين في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الأحد 22 من سبتمبر/أيلول، خلال مراسم تشيع القائد في الحزب إبراهيم عقيل، إن الحزب دخل مرحلة جديدة عنوانها "معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب".

"نتنياهو يتوعد حزب الله"

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد 22 من سبتمبر/أيلول، إنه سيفعل كل ما يلزم لاستعادة الأمن على الحدود مع لبنان.

وأضاف نتنياهو، في كلمة مصورة بثها على موقع "أكس"، أن بلاده وجهت إلى حزب الله سلسلة من الضربات "لم يكن يتخيلها"، مؤكدا عزمه إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

وشدد نتنياهو على أنه "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، فأعدكم أنه سيفهمها".

وبالتزامن وفي رسالة مشابهة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن العمليات العسكرية ضد حزب الله ستستمر حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم.

وأضاف غالانت أن "حزب الله بدأ يُدّرك بعض القدرات العسكرية الإسرائيلية". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد قال، الأسبوع الماضي، إن "مركز ثقل" العمليات العسكرية ينتقل إلى الشمال، على الحدود مع لبنان.

ويرى مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي الأخير تجاه حزب الله، يشير إلى تغير واضح في إستراتيجية إسرائيل العسكرية تجاه جبهة الشمال.

"حسن نصر الله يتحدى"

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قد ألقى خطابا مصورا، الخميس 19 من سبتمبر/أيلول، تعليقا على الهجوم الذي استهدف أجهزة اتصالات لاسلكية. وتوعد نصر الله إسرائيل بـ "حساب عسير وقصاص عادل".

وشدد نصر الله على أن هدف التصعيد الإسرائيلي "الضغط على الحزب للانسحاب من معركة إسناد المقاومة في غزة"، مؤكدا أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة".

وتحدى نصر الله، في خطابه، رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه، قائلا: "لن تستطيعوا إعادة السكان إلى الشمال، وهذا هو التحدي بيننا".

وشدد نصر الله على أن "نتنياهو وغالانت وبن غفير وسموتريتش يقودون كيانهم إلى الهاوية بقيادتهم الحمقاء".

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة بإعادة عشرات آلاف الإسرائيليين من سكان الشمال، وسط تصاعد التوتر مع حزب الله.

وتسبب القصف الإسرائيلي المتبادل مع حزب الله في نزوح نحو 60 ألف إسرائيلي عن منازلهم في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية، كذلك تسبب في تهجير نحو 100 ألف لبناني من منازلهم في مناطق الجنوب.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوتر في لبنان. وحذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، الأحد 22 من سبتمبر/أيلول، من أن المنطقة تقترب من "كارثة وشيكة"، وسط التصعيد المتزايد بين إسرائيل وحزب الله.

وشددت المسؤولة الأممية على أن الحل العسكري "لن يُفيدَ أي طرف".

برأيكم،

  • هل يستمر الاستنزاف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله؟
  • ما الذي ترغب إسرائيل في تحقيقه من تصعيد عملياتها العسكرية ضد حزب الله؟
  • ما خيارات حزب الله في الرد؟ وما دلالة استهداف الحزب لمدينة حيفا؟
  • هل تنزلق المواجهات بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب مفتوحة؟
  • وهل يمكن إنهاء التصعيد الدائر بين إسرائيل وحزب الله دون إنهاء الحرب في غزة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 23 سبتمبر/أيلول.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.