الولاية الثانية لتبون.. هل اختارت الجزائر سياسة “اللا عودة” في علاقتها بالمغرب؟

 

مع بروز إسم عبد المجيد تبون ضمن خانة الفائزين بالانتخابات الرئاسية الجزائرية للولاية الثانية على التوالي وفق ما كان ينتظره جل المراقبين، تحركت أقلام الصحف الدولية في رصد تداعيات ما أفرزته صناديق الاقتراع على العلاقات الثنائية بين الجزائر والرباط، وسط التصعيد الخطابي الذي ميز الحملة الانتخابية للرئيس الجديد القديم للجارة الشرقية.

 

 

 

ويبدو أن تعاطي الجمهورية الجزائرية مع الإشارات الإيجابية التي بعثتها المملكة المغربية في مناسبات عديدة كان خارج العادات والتقاليد الدبلوماسية، واختياراتها السياسية البعيدة عن مؤشرات إعادة تطبيع العلاقات بين العاصمتين مع إرتفاع منسوب خطاب الكراهية وزرع الفتنة في المنطقة، عاد الحديث من جديد عن إمكانية حدوث صراع مسلح، وتكرار سيناريو “حرب الرمال” في ظل تسلم تبون للولاية الثانية مقود الحكم داخل الجزائر.

 

 

 

وقال نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إن “إعادة انتخاب الرئيس الجزائري لولاية ثانية، لا يخدم أي تقارب ممكن بين المغرب والجزائر، اعتباراً للتوجه الذي يمثله تبون، بصفته أحد رجالات المؤسسة العسكرية الجزائرية، التي تعتبر العداء للمغرب وللنظام المغربي عقيدة راسخة، ولا تدخر أي جهد على المستوى الدولي والإقليمي للتحريض ضد مصالح المملكة المغربية”.

 

 

 

وتابع الأندلوسي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “إمكانية حدوث حرب مباشرة، لا زالت مستبعدة، رغم التصعيد على مستوى الخطاب الرسمي الجزائري، في الظروف الراهنة، وخطوة مثل هذه ستهدد الأمن الإقليمي ويمكنها أن تؤدي إلى إشعال المنطقة”.

 

 

وأضاف المتحدث ذاته أنه “ما يرجح كذلك استبعاد فرضية الحرب هو توازن القوة العسكرية بين البلدين وتنافسهما على التسلح وتقوية ترسانتيهما العسكريتين”.

 

 

وأردف أيضا أنه “في ظل الفشل الذي تراكمه الجزائر، مقابل الانتصارات الدبلوماسية المغربية، يمكن للجزائر أن تدفع جبهة البوليساريو للقيام بأعمال عدوانية تمس أمن واستقرار المغرب، ولكن مثل هذه الخطوة إن تمت فسيكون هناك رد مغربي وهو ما يفتح باب إمكانية حدوث مناوشات وعمليات لكنها ستبقى محدودة في الزمن والمكان”.

 

 

وأوضح المحلل السياسي أن “المغرب والجزائر مصالحهما الاستراتيجية مشتركة وعليهما حل مشاكلهما بعيدا عن منطق التصعيد والتفوق العسكري ورواسب الماضي، لكون الحرب إذا قامت بين البلدين، وإن كانت مستبعدة فهي تبقى واردة وممكنة، فنتائجها ستكون كارثة على الشعبين معا”.

 

 

 

 

 

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. ننن

    وهل الجزائر تراعي لشعبها إذا ما كانت هناك حرب
    الجزائر تبحت عن إشعال الفتيل وهذا ما تتمناه
    الاحمق معندو وا يخسر

اترك تعليق