إشارات سلبية بعثتها صناديق الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية الجزائرية بعد انتخاب عبد المجيد تبون، رئيسا جديدا للجارة الشرقية لولاية ثانية، بعدما رجح جل الخبراء الدبلوماسيين والمحللين السياسيين أن علاقات الجزائر بالرباط ستزيد فتورا بعد هذه المحطة الانتخابية، في ظل “سياسة العداء التي أبان عنها الرئيس الحالي في السنوات الخمس الأخيرة”.
وكانت توقعات المراقبين نتيجة خلاصات للحملة الانتخابية للرئيس الحالي، التي كانت توجهاتها الكبرى تمس المصالح الوطنية للبلاد، والتوعد بعزل الصحراء عن الخريطة المغربية، وتوطيد خطابه المعادي المحفوف بالكراهية.
وفي هذا الصدد، قال سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “نجاح تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية لن يغير وضع العلاقات المغربية الجزائرية، مشيرا الى أن استمرار الفتور في العلاقات الثنائية بين البلدين، مرده الفاعل الرئيسي والمؤثر في قرارات النظام الجزائري، وهو المؤسسة العسكرية التي تعد صاحبة القرار داخل الجارة الشرقية”.
وأوضح عبد الفتاح، في تصريح لـ”الأيام 24″، “ارتباط السياسية الخارجية للجزائر، بالوضع السياسي والاجتماعي الداخلي فيها، بحيث كلما ازدادت منسوب التأزم داخليا يحاول العسكر الجزائري تصريفه عن طريق استحضار العداء للمملكة المغربية”.
وتابع المتحدث عينه أن “ملف العلاقات المغربية الجزائرية مرتبط بشكل أساسي بشرعية النظام الجزائري الذي تصنفه مؤشرات الديمقراطية الدولية كنظام استبدادي عسكري، مشيرا الى أن الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون خدم العسكر بزيادة مستوى التوتر في العلاقا مع المملكة وتوسيع الهوة بين البلدين”.
وأردف أيضا أنه “من المستبعد أن تشهد العلاقات المغربية الجزائرية أي انفراج بعد تولي تبون زمام الحكم داخل الجزائر”، مشيرا إلى أن “العسكر الجزائري يعمل على ابقاء هذه التوترات والاضطرابات في العلاقات الثنائية بين البلدين خدمة لأجندات تتعلق بالوضع الداخلي”.
وزاد المتحدث موضحا أن “الرئيس الجزائري أضعف بشكل كبير دور مؤسسة الرئاسة داخل النظام الجزائر، نظرا لافتقاره للكاريزما والحضور، بحث بات صراع الاجنحة داخل النظام مختلا بصالح العسكر الذين يكتفي تبون بتنفيذ تعليماتهم، الأمر الذي يصب في تعميق الصراع مع المملكة المغربية وخلق الاضطرابات في الجوار”.