أثار غياب تفاعل الحكومة المغربية مع الكارثة الطبيعية التي ضربت الجنوب الشرقي للمملكة، جراء حدوث فيضانات وسيول جارفة بسبب الأمطار الغزيرة، حفيظة السياسيين المغاربة وخاصة الموجودين داخل مضمار المعارضة، الذين عبروا على استيائهم بعد تكرار المسؤولين الوزاريين سيناريو زلزال الحوز.
ولم تعرف المناطق الجنوبية المتضررة من الفيضانات الجارفة حضور أي مسؤول حكومي منذ وقوع الكارثة، في الوقت الذي تعيش الساكنة المحلية للأقاليم المكلومة على وقع الخسائر المادية والبشرية، بعد سقوط عدد مهم من الضحايا ونفوق المواشي وتدهور الأراضي الزراعية وتخريب البنيات التحتية المتمثلة في القناطر والمسالك الطرقية.
وقالت فاطمة الزهراء التامني، نائبة برلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، إنه “مع الأسف وخلال كل مرة تتعرض فيه المناطق المغربية لكارثة طبيعية نجد الحكومة بعيدة كل البعد عن ما هو اجتماعي، وهذا نتاج لانتخابات 8 شتنبر”.
وأضافت التامني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الحكومة الحالية تركت المواطن المغربي لوحده دون تقديم مساعدات، وهذا يعتبر هدرا واقصاء للحقوق المدنية والاجتماعية للمواطنين”، مشيرة إلى أن “هذا يزيد من انتشار واستفحال ظاهرة الفقر”.
وتابعت المتحدثة ذاتها أن “الوجه الحقيقي للحكومة ظهر حيال الكارثة الطبيعية التي ضربت الجنوب الشرقي، والصمت الحكومي الحالي يشير إلى غياب الحلول المناسبة لهذه المرحلة”.
وأوضحت أيضا أنه إلى “حدود الآن الحكومة الحالية لم تقدم أي إجراءات أو تدابير من أجل إنقاذ حياة المواطنين المغاربة، وحتى في شق التواصل لا زالت بعيدة لأن هذا راجع إلى سياستها الخارجية مع المجتمع المغربي”.
وأشارت البرلمانية المعارضة إلى أنه “اليوم هاته المناطق مهمشة منذ عهود أي منذ الاستقلال، وأن التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية لا زالت شمسها غائبة عن الجنوب الشرقي للمملكة”، مضيفة أن “الساكنة تعيش على وقع المعانات والتهميش”.
وأكدت أن “المناطق الجنوبية تتوفر على ثروات طبيعية لكن لم تنعكس على الساكنة، في ظل غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية التي أتى بها الدستور المغربي”.