اليسار الفرنسي يحتج على تعيين بارنيي رئيسا للحكومة
خرجت مظاهرات في فرنسا تنديدا بتعيين، ميشال بارنيي، رئيسا جديدا للحكومة.
ودعت أحزاب اليسار إلى المظاهرات، التي رفض الرئيس، إيمانويل ماكرون، تعيين مرشحها للمنصب.
واختار ماكرون مفاوض الاتحاد الأوربي السابق، في اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد 60 يوما من الانتخابات التشريعية، التي أدت إلى انسداد سياسي في البلاد.
فقد انقسم البرلمان إلى ثلاث كتل قوية، أكبرها كتلة اليسار، ولكن لم تستطع، أي منها، تشكيل حكومة أغلبية.
وقال بارنيي، وهو من اليمين المعتدل، إنه منفتح على تشكيل حكومة تضم أعضاء من اليسار.
ولكن حكومة بارنيي ستعتمد، في استمرار بقائها، على أصوات حزب اليمين المتطرف، الذي أكد بوضوح، أنه لن ينضم إلى حكومته.
وشرع رئيس الحكومة في تشكيل فريقه، بعد يوم من تعيينه، في اجتماع مع الرئيس ماكرون.
والتقى بقيادات حزب الجمهوريين اليميني، وبكتلة "معا" الداعمة للرئيس ماكرون، وقال بعدها إن المحادثات تجري بشكل جيد، وإن "كلها حيوية".
وقال بارنيي، البالغ من العمر 73 عاما، في حوار تلفزيوني، إنه يرغب في اختيار وزراء من كامل الطيف السياسي، بمن فيهم "أهل اليسار".
ولكن أحزاب اليسار غاضبون لأن ماكرون رفض تعيين مرشحتهم، لوسي كاستيت، وهي موظفة سامية في الدولة، غير منتخبة، لأنها لا يمكن أن تصمد أمام توصيات حجب الثقة في البرلمان.
ودعا الزعيم اليساري المخضرم، جون لوك ميلونشون، من حزب فرنسا الأبية، إلى مسيرات في كل مناطق فرنسا، وإلى "أكبر تجنيد ممكن". وقالت بعض النقابات والمنظمات الشبابية إنها ستشارك في المسيرات.
وقالت السيدة كاستيت: "لدينا رئيس حكومة يعتمد اعتمادا كاملا على التجمع الوطني"، مضيفة أنها، مثل ملايين الناخبين الفرنسيين، تشعر بأنها تعرضت للخيانة، لأن الرئيس، في النهاية، سيحكم البلاد باليمين المتطرف.
وقالت السيدة كاستيت: "لدينا رئيس حكومة يعتمد اعتمادا كاملا على التجمع الوطني"، مضيفة أنها، مثل ملايين الناخبين الفرنسيين، تشعر بأنها تعرضت للخيانة، لأن الرئيس، في النهاية، سيحكم البلاد باليمين المتطرف.
ووعد بارنيي، الجمعة، وهو يدخل إقامة رئيس الحكومة، بأنه سيعالج "التحديات، والغضب والمعاناة، والشعور بالإهمال، والظلم الذي انتشر في العديد من المدن والضواحي والأرياف في البلاد".
وقال لقناة تي أف 1 إنه كرئيس حكومة سيعالج المشاكل الوطنية، من بينها إصلاح نظام المعاشات، والهجرة، والوضع الاقتصادي في البلاد.
وقال رئيس الحكومة السابق، غابريال عطال، الذي حلت مجموعته السياسية في المركز الثاني في الانتخابات، بعد محادثاته مع بارنيي، إن كتلة "معا" مستعدة للانضمام إلى جبهة موسعة مع الجمهوريين في اليمين واليسار، دون رغبة في تعطيل الحكومة أو عرض دعم غير مشروط لها".
وقال لوران فوكيي، زعيم حزب الجمهوريين، الذي ينتمي إليه بارنيي، إن قراره مرهون بخطة رئيس الحكومة، "وحتى الآن لم يتقرر أي شيء".
ويقول بعض قادة اليسار إن أخطاءهم هي التي أوصلت بارنيي إلى رئاسة الحكومة.
وأشارت عمدة باريس الاشتراكية، آن هيدالغو، إلى أن الرئيس فكر في تعيين رئيس الحكومة اليساري السابق، برنار كازنوف، ولكن حزبه اعترض على تعيينه.
وألقى العمدة اليساري الآخر، كريم بوعمران، باللوم على تعنت أطراف أخرى في التحالف اليساري: "النهج الذي اختاروه هو إما 100 في المئة أو لا شيء، وانتهى بنا الأمر بلا شيء".
وسبق أن أعلن زعيما التجمع الوطني، مارين لوبان، وجوردان بارديلا، أن حزبهما لن ينضم إلى حكومة بارنيي. ولكنهما سينتظران ما هي السياسات، التي سيعرضها على البرلمان قبل أن يقررا بشأن التصويت بالثقة.
ويهدد اليسار حكومة بارنيي بالتصويت بالثقة، ولكنهم لا يستطيعون إسقاطها، دون دعم من اليمين المتطرف.
وقالت مارين لوبان عن بارنيي: "إنه رجل لم يوغل أبدا في الحديث عن التجمع الوطني، ولم ينبذنا أبدا، إنه رجل محادثات"، مشيرة إلى أنهم قد يسمحون له بالاستمرار في الحكم.
ومن دون دعم حزبه، لن يتمكن بارنيي من كسب 289 صوتا المطلوبة من أصل 577 في البرلمان، واكتفى بدعم تيار الوسط والجمهوريين.
التعليقات مغلقة.