هل يحتج المغرب على إسرائيل بسبب بتر الصحراء من خريطته؟

 

إمعانا في استفزاز مشاعر ملايين المغاربة، الذين تتخذ لديهم قضية الصحراء بعدا أعمق في الوجدان والضمير المشترك يتجاوز ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإظهار خريطة المملكة المغربية منقوصة من صحرائها.

 

 

واستعان نتنياهو خلال ندوة صحافية عقدها الأربعاء، ليبرر دوافع استمرار القوات الإسرائيلية في التواجد بمنطقة الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر، وهو الشريط المعروف باسم محور فيلادلفيا، بخريطة لبلدان العالم العربي، من بينها المغرب، لكنه أقدم على وصف الأقاليم الصحراوية للمملكة بـ”الصحراء الغربية”، وهو التوصيف الذي يناقض موقف إسرائيل المعلن عنه في 17 يوليوز 2023، عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه للملك محمد السادس في رسالة خاصة، أن تل أبيب قررت الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

 

 

وتعد هذه المرة الرابعة التي يُقدم فيها نتنياهو على سلوك مماثل، ما يعني أن هذه الواقعة ليست فريدة، بل لها سوابق مشابهة، بدأت عام 2020، عندما ظهر نتنياهو في مقطع فيديو وعلى خلفيته الخريطة نفسها المثيرة للجدل، ما أثار تذمر الشعب المغربي ومختلف قواه الحية الذين اعتبروا أن الأمر استفزاز واضح وتنكر للاتفاقية الموقعة بين البلدين بإشراف أمربكي مباشر.

 

 

وعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي لتكرار نفس الأمر، لدى استقباله رئيسة وزراء إيطاليا بمكتبه في أكتوبر 2023، حيث ظهر في خلفية صورة تذكارية التقطت لهما بالمناسبة خريطة للعالم تتضمن الموقع الجغرافي للمملكة المغربية دون صحرائه.

 

 

في الحالتين معا برر الإسرائيليون فعلتهم بكونها مجرد خطأ عابر، وأن “الخريطة قديمة، ولم يكن هناك نسخة محدثة متوفرة آنذاك”، لكن في غمرة حرب الإبادة الجماعية على غزة، استضافت القناة الفرنسية “إل. سي. إي” في 31 ماي الماضي نتنياهو، فأشهر خريطة لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يظهر فيها المغرب من جديد دون أقاليمه الجنوبية، فكان مبرر تل أبيب حينها أن “الخطأ غير مقصود”، فيما القصد من ورائه كان مكشوفا هو محاولة ابتزاز المغرب في اتجاه تطويع موقفه المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية الهوجاء.

 

 

وفي ظل حالة العود هاته، يرى مراقبون أن ما اقترفته إسرائيل من تحرش بمملكة محمد السادس، أصبح يـستدعي تحـركا مغربيا حازمـا يتضمن احتجاج الدبلوماسية المغربية للتحذير من خطورة الأمر ووضع حد له، وهو الرأي الذي يتفق معه رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، محسن الندوي.

 

 

وسجل الندوي في تصريح لـ”الأيام 24″ أن استفزازات إسرائيل بخصوص سيادة المغرب على صحرائه تكررت لأكثر من مرة، غير أن الملاحظ هذه المرة، بحسبه، “ليس فقط وضع الخط على الخريطة وإنما استعمال اسم الجمهورية الوهمية”، وهو ما يدل، يشدد المتحدث على أنه “فعل متعمد وليس خطأ غير مقصود”.

 

 

وبناء على هذا الفعل المتعمد، يقول الأستاذ الجامعي عينه، إنه بات يتعين على وزارة الخارجية المغربية توجيه رسالة احتجاج إلى إسرائيل، خاصة  وأن “هذه المرة الرابعة التي تتعمد فيها إسرائيل عرض خريطة العالم العربي مبتورة من الصحراء المغربية”، لافتا إلى أن الفعل “ليس خطأ غير مقصود وإنما متعمد”.

 

 

كذلك، أبرز الندوي الحاجة الماسة إلى تواصل الحكومة المغربية مع الموقع الرئيسي “غوغل” لحذف كل الخرائط العربية التي لا تتضمن الصحراء المغربية، وسد الذريعة أمام اسرائيل التي تتحجج بذلك أحيانا، فضلا عن نشر المزيد من الخرائط العربية على موقع “غوغل” المتضمنة للصحراء المغربية، مشيرا إلى أن الكثير من الدول العربية والمؤسسات العربية تستعمل الخرائط العربية في أنشطتها ومؤتمراتها من “غوغل” في الملصقات الخاصة بهده الأنشطة.

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق