أعلن تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، عن انضمامه إلى الحملة الدولية -العمل_من_أجل_الإنسانية-، وقد جاء هذا القرار في ظل تزايد الهجمات على المدنيين وانتهاك حقوقهم في مناطق النزاعات المسلحة واللجوء طويل الأمد، مع غياب ملحوظ للاستجابة الدولية السريعة لمعالجة هذه الأزمات الإنسانية.
وشدد التحالف على ضرورة تكثيف الجهود لدعم الأشخاص الصحراويين المقيمين في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر، والذين يقدر عددهم بأكثر من 80 ألف شخص، داعيا إلى ضرورة توفير الدعم السياسي والإعلامي اللازم للضغط من أجل تخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية الصعبة.
وأشار البيان إلى عدة تحديات تواجه سكان المخيمات، من بينها الوضع القانوني غير المستقر بسبب عدم إجراء إحصاء رسمي منذ إنشاء المخيمات عام 1975، كما أكد على حرمان هؤلاء الأشخاص من التمتع بالحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية الخاصة بوضع اللاجئين، وتقييد حرية تنقلهم خارج المخيمات.
وأعرب التحالف عن قلقه إزاء انتشار ظاهرة تهريب وبيع المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية والطبية، مستنكرا “فرض ضرائب على المساعدات الإنسانية الداخلة إلى المخيمات عبر الموانئ الجزائرية، معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق اللاجئين وعقبة أمام تحسين ظروفهم المعيشية”.
ودعا التحالف المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لحماية سكان المخيمات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم بشكل فعال وشفاف، مطالبا في ذات السياق، بإجراء تحقيقات دقيقة في سلسلة توزيع المساعدات، بدءاً من استلامها وحتى وصولها إلى مستحقيها، وذلك لمكافحة الفساد والتهريب.
ووجه التحالف نداءً إلى المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة، داعياً إياها إلى التدقيق في البرامج الممولة من قبلها والتحقق من الكوادر المشرفة على تنفيذها.
وعبر التحالف عن قلقه من احتمال تسييس توزيع المساعدات وربطها بدرجة الولاء لقيادة جبهة البوليساريو.
ودعا أيضا السلطات الجزائرية إلى التعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإجراء إحصاء شامل لسكان المخيمات، كما أوصى بتعزيز التنسيق بين الحكومة الجزائرية والمنظمات الدولية المعنية لضمان استجابة إنسانية فعالة وسريعة لاحتياجات سكان المخيمات.
وأشاد التحالف بالدور الهام الذي تلعبه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي في تلبية الاحتياجات الطارئة لسكان مخيمات تندوف. ومع ذلك، شدد على ضرورة تحسين تبادل المعلومات الموثوقة حول أوضاع الصحراويين في المخيمات، وتحديد احتياجاتهم بدقة من خلال إجراء حوار فردي معهم.