يتجاوز منسوب إقبال المغاربة على “شات جي بي تي” (ChatGpt)، أشهر تطبيق للذكاء الاصطناعي، دول عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، كالولايات المتحدة واليابان والصين، وفقا لتصنيف حديث أنجزته مجموعة “بوسطن للاستشارات”، أظهرت نتائجه أن المغرب حل في المركز الثاني من حيث عدد مستعملي مواطنيه لهذا البرنامج المتطور، بما يمثل نسبة 38 في المائة خلف الهند التي تصدرت القائمة بـ45 في المائة، فيما جاءت الإمارات ثالثة بنسبة 34 في المائة.
“شات جي بي تي”، البرنامج الذي طورته شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي (OpenAI) بمدينة سان فرانسيسكو قبل عامين فقط ويعمل بكيفية مبهرة تشبه الدماغ البشري، يتيح لمستعمليه الحصول على إجابات مفصلة عما يطرحون عليه من أسئلة، ويتميز بقدرته على تذكر كل ما تلقاه من أسئلة قبل خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين.
يجد استعمال المغاربة بشراهة لتقنية “شات جي تي بي” تفسيره، حسب الأستاذة الجامعية والخبيرة المغربية في الذكاء الاصطناعي، فاطمة رومات، في المراتب المتأخرة للجامعات المغربية وفي كل الأعطاب التي يعاني منها التعليم المغربي بكل مستوياته.
وأطلعت رومات “الأيام 24 ” على بعض مظاهر الغش والاحتيال التي تمت عن طريق استعمال التلاميذ والطلبة والباحثين وغيرهم لبرنامج “شات جي تي بي” في بحوثهم أو أعمالهم، مبرزة أن ما يبرر انتشاره الواسع هو ضعف أخلاقيات البحث العلمي عند استعماله، لكون الجامعات لا تعتمد على أنظمة كاشفة للمحتوى الذي أنجز بالذكاء الاصطناعي “AI Detector” لمراجعة الأعمال الجامعية التي يتقدم بها الطلبة قبل مناقشتها وقبولها، بل تقتصر ففط على النظام الكاشف للمطابقة “Ithenticate”، وحتى هذا النظام مفروض فقط على الأطاريح التي يتقدم بها طلبة الدكتوراه في حين مستثناة منه البحوث التي يتقدم بها طلبة الماستر والإجازة.
كما يفسر الاستخدام المكثف للبرنامج المتطور المذكور لدى المغاربة، تضيف رئيسة المعهد الدولي للبحوث العلمية، اعتماد بعض الأساتذة والمثقفين في مداخلاتهم ومقالاتهم على خدمات “جي تي بي”، مبرزة أن غياب الصرامة أيضا في التعامل مع حالات السرقة الأدبية وحماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية سواء من طرف إدارة الجامعات او حتى على مستوى القضاء، يشجع على ذلك.
ولفتت رومات، إلى أن الاستعمال الواسع لهذا النظام أدى الى تفشي ما يسمى بالعلماء و الخبراء المزيفين، وأيضا العلم المزيف (Fake science)، منتقدة تركيز الإصلاح الجامعي الحالي على الهندسة البيداغوجية أكثر من البحث العلمي وما يتعرض له من تحديات في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي استعراضها لباقي الأسباب، أوضحت صاحبة مؤلف “الذكاء الاصطناعي والنظام العالمي الجديد: أسلحة جديدة، حروب جديدة وموازين قوى جديدة” أن بعضها مرتبط أيضا بالنظام التعليمي المغربي لكونه لا يشجع على الإبداع والابتكار، وهو ما يحيل، بحسبها، إلى مشكل آخر وأعمق يجهض كل محاولات الارتقاء بالجامعات المغربية وهو الفساد والمحسوبية وتشجيع التفاهة.
كذلك، توقفت رومات عند غياب تقنين للذكاء الاصطناعي التوليدي وللذكاء الاصطناعي بشكل عام، منبهة إلى أن “الاستعمال العشوائي والكبير لـ”شات جي بي تي” يهدد الإبداع البشري”.
مقال متشائم، من كانوا وراء كتابته و نشره هم من يساهموا في تعطيل التعليم ان كانوا يفقهون قولي
كيف لمثقف يتحدث بالدارجة أو الأمازيغية في الحياة اليومية ويدرس باللغة العربية في التعليم الأساسي، وتفرض عليه الفرنسية في التعليم العالي، ويستوجب عليه نشر بحوثه باللغة الإنجليزية… أن لايستعمل الذكاء الإصطناعي لربط بين هذه الفسيفساء، ومن تمة الإبداع والتميز. أما الأستاذة الجامعية فهي تنظر للجانب الفرغ من الكأس. والله يحسن عوان طلبة لعندها …