تقديم الاستقالة أو الإقالة عند فشل المسؤول في تحقيق ما التزم به ممارسة مطلوبة تؤكد تحمل المسؤولية، إضافة إلى فسح المجال أمام دماء جديدة وطاقات أخرى لخوض تحدي تحقيق نتائج إيجابية في المهام والمسؤوليات التي فشل فيها غيرهم.
مناسبة هذا الحديث هو قرار الجامعة الملكية للملاكمة، إقالة أعضاء الإدارة الفنية على خلفية النتائج المخيبة للآمال التي تلقتها ثلاث ملاكمات في الأدوار الأولى من أولمبياد باريس 2024 ويتعلق الأمر بياسمين متقي، ووداد برطال، وخديحة المرضي، اللائي أقصين بطريقة غير متوقعة، إضافة إلى عدم تمكن أي ملاكم في فئة الرجال من المشاركة في أولمبياد باريس لأول مرة منذ نسخة سيول عام 1988.
لكن، هل تكفي إقالة الإدارة الفنية للملاكمة فقط؟ هل فشلت الرياضة المغربية في تحقيق نتائج مرضية لطموحات المغاربة في الملاكمة فقط؟ ماذا عن باقي الرياضات؟ هل حققنا فيها شيئا إيجابيا أم اكتفيا فقط “بشرف المشاركة”؟
هذه وغيرها، أسئلة مشروعة لكل مغربي يحب أن يرى صعود علم بلاده وأن يسمع نشيده يصدح عاليا في المحافل الرياضية الدولية، لكن للأسف فرغم أن المغرب شارك بـ 60 رياضيا في أولمبياد باريس 2024، وفي 19 رياضة، لم يحصد سوى ميداليتين يتيمتين: ذهبية وفضية.
صحيح أن ذهبية سفيان البقالي وبرونزية المنتخب الأولمبي لكرة القدم حفظتا ماء وجه الرياضة المغربية، إلا أن نتائج باقي الرياضات كانت “كارثية”، إذ لم ننافس في العديد من الرياضات من قبيل كرة اليد، كرة السلة كرة… وخرجنا بخفي حنين في الرياضات التي شاركنا فيها وهي التجديف والكرة الطائرة الشاطئية والملاكمة والدراجات والغولف والجودو والمصارعة والسباحة والفروسية.
وعليه، فإذا كانت الاستقالة أو الإقالة أمرا محمودا للتعبير عن تحمل المسؤولية، فالأولى أن يقدم كل المسؤولين عن الرياضات التي لم نحقق فيها أي شيء أو التي تراجعنا فيها استقالاتهم الجماعية اليوم قبل الغد، ليكرسوا مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ولتكون هذه الخطوة بداية وضع قطار الرياضة على سكته الصحيحة.