الخطة المغربية لحسم ملف الصحراء و”خنق” الطرح الإنفصالي

 

تحركات دبلوماسية مكثفة تشهدها المملكة المغربية بعد الاعتراف الفرنسي التاريخي بمغربية الصحراء والدعم القوي لمخطط الحكم الذاتي خلال الأيام الماضية، إذ يحاول العقل الدبلوماسي المغربي على استقطاب وجلب اعترافات مهمة من الدول القوية على المستوى الدولي.

 

 

 

وبعد أيام من خطف اعتراف فرنسي بمغربية الصحراء، تمكنت المملكة المغربية من تسلم بطاقة الدعم السيادي على الصحراء من فنلندا التي خطت بدورها مسار فرنسا، في الوقت الذي تجري فيه الدبلوماسية المغربية عدة مباحثات مع دول عظمى وأخرى متقدمة للبحث حول سبل تعزيز العلاقات وإمكانية دعم مخطط الحكم الذاتي.

 

 

وحسب مراقبين، فإن ملف الصحراء أصبح قريب من أي وقت مضى من المملكة المغربية بعد وجود صوتين من أصل خمسة أصوات داخل مجلس الأمن الدولي تدعم مخطط الحكم الذاتي وتعترف بمغربية الصحراء، مع وجود توقعات حول الظفر باعتراف آخر من قبل المملكة البريطانية.

 

 

وفي هذا السياق، قال عبد الحق الصنايبي، خبير في الشؤون الاستراتيجية، إن “الدبلوماسية المغربية اشتغلت على جبهتين مهمتين، الأولى هي محاولة لخلق حشد من الدول المعترفة بمغربية الصحراء، إضافة إلى اللجوء إلى مراكز ثقل القرار السياسي الدولي، وهي الدول الخمسة الدائمة بمجلس الأمن الدولي”.

 

 

وتابع الصنايبي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “عندما تكسب صوتا من أحد الدول الدائمة بمجلس الأمن الدولي فهذا يعني قانونيا اقبار الأطروحة الانفصالية داخل المنتظم الدولي، ودعم مخطط الحكم الذاتي الذي جاءت به المملكة المغربية خلال سنة 2007”.

 

 

وأضاف المتحدث ذاته أنه “من خلال الاعتراف الأمريكي والفرنسي بمغربية الصحراء فيمكن الاعتبار أن هذا الأمر حسم على المستوى القانوني، غير أن الدبلوماسية المغربية تبحث على اعتراف من بريطانيا وأيضا من الصين وروسيا”.

 

 

وأردف المحلل السياسي إلى أن “اليابان تعتبر من أقوى الدول العالمية وتضم مؤتمرا دوليا في المجال الاقتصادي يضم دول الاتحاد الإفريقي باستثناء الكيان الوهمي الذي لم يحظى بأي اعتراف من طرف الأمم المتحدة”.

 

 

“الخطابات الملكية تعتبر بمثابة وثيقة دستورية، لأنها تقوم على أساس واقعي وحقيقي يضم توجيهات استراتيجية مهمة، ولهذا فعندما قال الملك محمد السادس أن الصحراء المغربية هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى صداقة ونجاعة شراكائه، فهذا يعني التعاون بين الرباط وباقي العواصم لن يتم إلا بعد دعم مخطط الحكم الذاتي والاعتراف بمغربية الصحراء”، يضيف المتحدث.

 

 

وخلص الصنايبي حديثه قائلا: “في ما يخص بريطانيا فإن اعترافها بمغربية الصحراء فهو فقط مسألة وقت لا غير، لأن الرباط ولندن تجمعهما شراكات واتفاقيات مهمة تدفعهما إلى التقارب والتعاون في إطار الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي”.

 

 

 

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق