أشلواح يكتب: “ولد الغزواني” تحت المجهر!

 

ذ. محمد أشلواح

 

مهما كانت ظروف العلاقات المغربية الموريتانية ومستواها فإن سلوك موريتانيا المتمثل في استقبالها “لابراهيم غالي” في حفل تنصيب “محمد ولد الشيخ الغزواني” رئيسا للبلاد يمكن أن نسجل حوله الملاحظات التالية:

 

 

الملاحظة الأولى: ولد الغزواني يسبح ضد التيار!

 

 

ففي الوقت الذي تشكلت قناعة دولية بأحقية المغرب وسيادته على الأقاليم الجنوبية للمملكة ظهر سلوك “الغزواني” معزولا ونشازا غير منتبهٍ لما يجري في محيطه الإقليمي والدولي وهو يسقبل “ابن بطوش” في حركة بهلوانية غير مفهومة وتفتقد لأي احترام لجار (المغرب) موثوق به، ويُعدُّ فاعل إقليمي مهم للأمن القومي الموريتاني.

 

 

الملاحظة الثانية: سلوك يندرج ضمن ردِّ فعل متهور غير مفهوم!

 

بدى سلوك النظام الموريتاني وكأنه رد فعل على انتصار دبلوماسي مغربي جعل فرنسا تؤكد موقفها من حقوق المغرب في صحرائه، فالحركة الوحيدة التي كانت- طبعا- ضد الموقف الفرنسي هي تلك التي قام بها “شنقريحة”، واستقبال “بنبطوش” لا يعني سوى انخراط فعلي في “موقف” جزائري يسعى إلى استدامة نزاع مفتعل يهدد عبره الوحدة الترابية للمغرب.

 

 

الملاحظة الثالثة: فقدان النظام المستحدث في موريتانيا للكاريزما المطلوبة!

 

 

كان ممكننا أن ننتظر قرارات جريئة تتماشى مع ما اسفرت عليه “الديمقراطية الموريتانية” وتتناسب مع ما يعتقده الشعب الموريتاني والقوى الحية في الشقيقة موريتانيا، لكن يبدو أن “ولد لغزواني” لم يتجرد من قبعة العسكري الذي يتلقى الأوامر، فبدا كالذي وُجٍّهت له توجيهات و فُرِضَ عليه أمر إقامة مراسيم “لابن بطوش” كان الغرض منها استفزاز المغرب واسترداد مزاج الجنرالات الذين فشلوا بشكل كامل في توظيف ورقة البوليساريو للنيل من المغرب ووحدته الترابية.

 

 

الملاحظة الرابعة: تصرف غير محسوب!

 

 

البوليساريو أضحَت اليوم تنظيم مسلح متطرف تورَّطَ في العديد من العمليات الاجرامية والارهابية، و”ابن بطوش” متورط في عمليات اغتصاب وقتل واختطاف..فكيف للنظام القائم في موريتانيا أن يعمل على عملية” تبيض” تاريخ أسود لشخص يوظفه “النظام” الجزائري لقضاء مآربه، وأكثر من ذلك يمنحه “statut” “رئيس دولة” في تحدٍّ سافر لمستوى علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين المغربي والموريتاني وللتاريخ المشترك بين البلدين وللتطلعات الاستراتيجية الأطلسية المشتركة وللتعاون المفترض في منطقة الغرب الافريقي؟!!.

 

 

الملاحظة الخامسة: الصحراء خط أحمر والنظَّارة التي ينظر بها المغرب

 

 

النظام الحديث في موريتانيا أقدم على مغامرة ولم يستوعب مدى خطورة الخطوة التي أقدم عليها، فالوحدة الترابية من ثوابث البلاد وخط أحمر لايمكن المساس به تحت أي ظرف كان.

 

إن المغرب سبق وأن اتخذ قرارات هامة تعني العلاقات الدبلوماسية مع دول شقيقة (تونس) وصديقةى (إسبانيا، ألمانيا، فرنسا..) ووازنة بسبب مواقفها الغامضة أو بسبب تصرفات غير مدروسة مع أعضاء البوليساريو ومع ذلك فموريتانيا لم تأخذ في الحسبان هذه المعطيات وتعاملت باستهتار مع وقائع لايمكن الاستهانة بها والتي غَدَت كنهج في السلوك الخارجي للمغرب الراهن. إن السلوك الموريتاني فيه سوء تقدير وهفوة كبيرة يصعب حقيقة على المسؤولين الموريتانيين أصدقاء المغرب تفسيرها!

 

 

الملاحظة السادسة: إن موريتانيا “ولد الشيخ الغزواني” مارست موقفا متناقضا ومتعارضا، فتخصيص بروتوكول استقبال رسمي للكيان الوهمي، إضافة إلى كونه استفزاز للمغرب ولرئيس الحكومة الذي حضر حفل تنصيب الرئيس الموريتاتي يُعدُّ بمثابة مساس واضح بالوحدة الترابية للمغرب واعتداء عليها. إن هذا اللعب على حبلين يجعل العلاقات المغربية الموريتانية مهددة ويشوبها عدم الثقة، خاصة إذا أصبحت في يد أشخاص وليست ذاتج طابع مؤسساتي.

 

 

الملاحظة السابعة: على موريتانيا أن تختار بشكل واضح بين الشرعية الدولية التي تؤكد حقوق المغرب على مناطقه الجنوبية أو الارتماء في أحضان عصابة “النظام” الجزائري. فالمنطقة المغاربية لم تعد تقبل مثل هذه التصرفات غير المسؤولة والتي تعقد الوضع وتزيد من عرقلة وبناء أي تعاون جدي بين دولها.

 

 

  • أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس 
مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. خالد

    ارتماء حكام مورتانية في حضن كبرنات الجزائر لن يفيد في شيء وسوف يكون المصير نفسه كما وقع لتونس قيس سعيد فأصبحت تونس تعامل كولاية جزائرية

اترك تعليق