في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن “ربع القرن الأخير في حياة الأمة المغربية كان فترة زاخرة بكبرى المنجزات التي غيرت صورة البلاد وزادتها إشراقا وإشعاعا في المحيطين الإقليمي والدولي”، مؤكدا أن “هذا الرصيد الغني تجسيد للعزم والتصميم على رفع مختلف الرهانات والتحديات والنجاح في هذا المسعى بكل حكمة وثبات، بعد أن ودع العالم منذ قرون زمان المعجزات”.
وأضاف أوزين، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “ما تحقق هو نتاج إرادة ملك شاب تربع على سدة العرش، خلفا لملك عظيم فذ ومتميز بنى الدولة المغربية العصرية ووحد التراب بفكرة مبدعة خلاقة. وكان الانتقال من عهد إلى عهد في إطار الاستمرارية واستثمار ما تحقق في الماضي من إنجازات من أجل إغنائها بالجديد والمبتكر خلال الأيام والسنوات القادمات”.
وتابع المتحدث عينه أن “اليوم والشعب المغربي قاطبة يحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده مقاليد الأمة المغربية الخالدة، فإن مفاد الرسالة التي ما فتئ الشعب المغربي يوجهها إلى العالم جميعا في كل المناسبات والأعياد الوطنية هو أن هذا الوطن، في قوته وإصراره وصموده أمام كل الزوابع والرياح عبر التاريخ، يستمد ذلك الشموخ وتلك الأنفة من العروة الوثقى التي لا انفصام لها التي تجمع العرش بالشعب”.
وأردف زعيم حزب الحركة الشعبية أنه “فضلا عن هذه الرسالة المعبرة والجلية والصادحة بالإيمان، يعتبر عيد العرش مناسبة لاستحضار حصيلة ربع قرن من العهد المحمدي الزاخر بالمفاخر والمكرمات. ربع قرن من الإصلاحات السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية التي قادها جلالة الملك، تلك الإصلاحات التي توجت بالمصادقة على الوثيقة الدستورية جد المتقدمة لفاتح يوليوز 2011، والتي برهنت للعالم أجمع مرة أخرى أن المغرب هو بلد الاستثناء الإيجابي في ظل محيط إقليمي تتقاذفه الأمواج كريشة في مهب الريح طائشة”.
“نزولا عند طلب منبركم الإعلامي بالتركيز على المنجزات المحققة على امتداد 25 سنة الأخيرة في شقها المتعلق بالبنيات التحتية الأساسية، أود الإشارة ولفت الانتباه إلى أن عظمة ما تحقق على أرض الميدان تعجز عن وصفه والإحاطة بكل تفاصيله التقارير والمحصلات، وقد عاينت شخصيا خلال تنقلي بين مختلف أطراف وربوع المملكة، أن هذا الوطن بشساعته وتنوعه الجغرافي والإنساني يدعو كل مغربي حر وشريف إلى الاعتداد والاعتزاز بما تحقق”، يضيف المتحدث.
وأشار الوجه السياسي البارز إلى أن “وجه شمال المملكة من طنجة العالية إلى السعيدية الباهية تغير، حيث أصبحت الوجهة المغربية المتوسطة تضاهي الضفة المقابلة لها في الضفة الشمالية للمتوسط. شبكة طرقية عصرية ومرافق سياحية تراعي جمالية وخصوصيات المجال وتراعي المحافظة على بيئة سليمة. كما أن إنجاز ميناء طنجة المتوسطي أهل هذه الجهة من المملكة لكي تكون قبلة وأرضية مثلي للتبادل التجاري والاستثمار”.
وفي الجنوب المغربي، يؤكد أوزين أن “المشاريع التنموية الكبرى التي شرع فيها منذ استكمال الوحدة الترابية سنة 1975 تواصلت، وقد توج هذا المجهود الوطني التنموي بترأس جلالة الملك محمد السادس نصره الله بمدينة العيون في الذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة سنة 2015 لمراسيم التوقيع على الاتفاقيات المرتبطة بالنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية 2015-2021”.
واعتبر الأمين العام لحزب “السنبلة” أن “هذا النموذج الذي يتوخى إرساء دينامية سوسيو-اقتصادية جديدة للتنمية، حاملة للنمو، ومـدرة لفرص الشغل، بالمشاركة الفاعلة لمواطني الأقاليم الجنوبية، في إطار تنميـة مسؤولة ومستدامة، تقـوم على التوازن بين خلق الثروات وتوفير فرص الشغل، والإعداد المستدام للتراب، وحماية البيئة، وإنعاش الثقافة، واستفادة الساكنة المحليـة مـن ثـروات المنطقة”.
وحسب المتحدث عينه، فإن “الرؤية الملكية مبنية على منطلقات ذات بعد استراتيجي واستشرافي، فقد تم الحرص الملكي على إطلاق أوراش في مختلف جهات المملكة ضمن مقاربة رامية إلى ترسيخ خيار الجهوية المتقدمة وتحقيق التوازن بين كل الجهات، مع اعتبار الربط بينها محددا أساسيا في بلوغ أهداف الخيار الجهوي. وقد تجسد ذلك في تعزيز شبكة الطرق السيارة وبناء المطارات”.
ولفت إلى أنه “هنا، على سبيل الاستدلال فقط، أورد نموذجين يؤكدان ريادة الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك. النموذج الأول يهم شبكة الترامواي بكل من مدينتي الرباط والدار البيضاء. ففي البداية وساعة الإعلان عن هذين المشروعين البنيويين، تعالت أصوات عدمية منتقدة بدون سند، لكن في نهاية المطاف، تبين بما لا يدع أدنى مجال للشك، أن المستفيد من الترامواي، وبسعر في المتناول، هم أبناء الفئات الشعبية وخاصة الطلبة، الذين تخلصوا من معاناة انتظار وركوب حافلتين أو ثلاث من أجل الوصول إلى كلياتهم”.
وزاد: “النموذج الثاني يهم القطار فائق السرعة الرابط بين الدار البيضاء وطنجة. ونستحضر الأصوات التي كانت ضد هذا المشروع، وفي الأخير اكتشف الجميع مدى نجاعة هذه الشبكة التي سهلت الربط بين وسط وشمال المملكة في مدة زمنية وجيزة، مع ما لذلك من أثر في ما يخض توفير الوقت والجهد”.
“لن أغفل ما تم إنجازه أيضا من مرافق سوسيو –ثقافية في مختلف مدن المغرب، أخص بالذكر ملاعب القرب والمناطق الخضراء التي توفر فضاءات ترفيهية للأسر”، يردف المتحدث.
واستطرد الزعيم الحزبي أن “المغرب مقبل على تنظيم نسخة 2030 لكأس العام بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، أنه لولا تلك الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لما كنا اليوم مؤهلين لاحتضان تظاهرة عالمية من هذا الحجم، والتي تتطلب تجهيزات بنيوية مطابقة للمواصفات الدولية”.
واختتم أوزين حديثه لـالأيام24″ بالقول: “أغلى التهاني إلى جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد، مع تجديد العهد على الولاء والإخلاص، والتجند وراء جلالته لمواصلة مختلف الأوراش الملكية الكبرى التي غيرت وستغير مسار المغرب إلى ما هو أفضل”.
لا أقدر على نسيان حادثة “أكبر كراطة” التي جعلتنا أضحوكة في عدة قنوات أجنبية.