من الواضح أن جهاز الاتحاد الإفريقي بدأ يخطو نحو المسار الصحيح، بتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها منظمة الوحدة الإفريقية في وقت سابق، وذلك بعد إصدار قرار يقضي بـ”استبعاد مشاركة البوليساريو في المحافل واللقاءات والقمم الدولية”، والتي تضم الدول المعترف بها ضمن قائمة الأمم المتحدة.
وحظي هذا القرار الهام لصالح المملكة في مسلسل كسب رهان ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بترحيب من قبل مراقبين ومهتمين بالشأن الافريقي والقاري، معتبرين أن هذه الخطوة الإيجابية “هي دليل قاطع على صحة الأطروحة المغربية وطريقا نحو الطرد النهائي للبوليساريو من المنطقة”.
وأكد مراقبون ومهتمون بقضية الصحراء على أن “الإجراء الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي سيربك حسابات الجارة الشرقية الجزائر وسيخلط أوراقها باعتبارها الداعمة الأساسية لهذا الكيان منذ عقود”.
تفاعلا مع هذا الموضوع، رحب مسعود رمضان، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، بقرار الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن “البوليساريو حجر عثرة داخل هذا الجهاز باعتبارها جسما غريبا، لأنه غير معترف به وليس عضوا في الأمم المتحدة”.
وأردف رمضان، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “أغلب أعضاء الاتحاد الإفريقي وأيضا دول العالم صارت تسحب اعترافاتها بجبهة البوليساريو، وهذا القرار صائب لمعالجة هذا الخلل”.
وأشار المتحدث عينه أن “قادة الاتحاد الإفريقي لهم إرادة كبيرة من أجل حل ملف قضية الصحراء المغربية، وطرد هذا الجسم الغريب من الجهاز الإفريقي، وهذا يبين صحة أطروحة المغرب أمام المنتظم الدولي ككل”.
وأضاف الفاعل الحقوقي أن “دمج هذا الكائن الغريب في الاتحاد الإفريقي كان بناء على عدة تدخلات من طرف لوبيات همها الوحيد هو البترو دولار الجزائري، منذ الثمانينات الماضية”.
وأوضح المتحدث أن هذا “القرار هو يمثل صدمة كبيرة لدى الدبلوماسية الجزائرية، التي كانت تريد فرض هذا الكيان الوهمي على الاتحاد الإفريقي، وهذا قد يخلط الأوراق ويبعثر مخططات النظام العسكري”.