اللعبة الخطرة بين الجزائر والمغرب

ط.غ

 

سباق التسلح المحموم بين الجزائر والمغرب المفتوح على كل السيناريوهات الممكنة حتى الأسوأ منها، بات من المسلمات التي تطبع علاقات الجاريين المتخاصمين. فمنذ أن فك البلدان قيود الاحتلال الفرنسي والاسباني، رفعا السلاح بينهما في حرب الرمال عام 1963. حرب ما تزال جروحها لم تندمل إلى اليوم. فقد مرت السنوات تلوى الأخرى والبلدان يتهيآن لأخطر الاحتمالات، التي تترجمها لغة العداء المتصاعدة والرغبة الجزائرية في الحد من النفوذ المغربي وتقليص جغرافيته عبر خلق “كيان وهمي” يسمى بجبهة البوليساريو، تحركه الجزائر على مقاسها على رقعة الحسابات السياسية والمصالح الاستراتيجية.

 

انتماء المغرب والجزائر إلى أقطاب متصارعة عالميا “أمريكا وروسيا”، غيّر مجرى علاقات البلدين ودفعها إلى أن تصب في وداي الحرب الباردة التي ترتفع درجة سخونتها مع كل طلقة رصاص على الحدود أو تمرين عسكري عاد، فالجزائر دفعت بالعلاقات إلى محلة انعدمت فيها الثقة.

 

 

وبينما تراهن الرباط على تطوير منظومتها العسكرية من خلال الاستفادة من السلاح الامريكي والاسرائيلي والتركي والفرنسي بدرجة أقل، تُقوي الجزائر علاقاتها “الغامضة” مع إيران وروسيا والصين، حيث يحتل السلاح الروسي صدارة العتاد المستورد للجزائر.

 

 

الحرب الباردة بين البلدين والعلاقات الدبلوماسية شبه مقطوعة والحدود البرية والجوية مغلقة وارتفاع لغة التهديد والوعيد، ما حوّل المنطقة إلى برميل بارود قد ينفجر في أي لحظة.

 

 

هذه التوتر وتداعياته على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية تدعمه الارقام في ذلك، إذ أصبح كل من الجزائر والمغرب وجهة مهمة لصادرات الأسلحة التقليدية والمتطورة.

 

وفقا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، فالمغرب والجزائر هما المستوردين الرئيسيين للاسلحة في المنطقة المغاربية وعموم القارة الإفريقية، حيث احتلت الجزائر المرتبة الأولى افريقيا والرابعة والعشرين بين اكبر مستوردي الأسلحة عالميا.

 

ومنذ العام 2005 بات المغرب والجزائر يتوفران على ترسانة أسلحة قوية قوامها طائرات مقاتلة وسفن حربية وصواريخ هجومية ودرونات، إلى جانب الرفع من جاهزية الجيش على الحدود .

 

سباق التسلح المحموم بين الجزائر والمغرب يستأثر باهتمام وسائل الإعلام العالمية ومراكز التفكير الاستراتيجي في الغرب، التي تؤكد أن حالة التوتر والاستقطاب وما يعرفه العالم من تغييرات في المشهد السياسي والبحث عن المكاسب الاسترايتيجية بالإضافة إلى التسلح الكبير قد ينتهي بدفع البلدين إلى مواجهة عسكرية مباشرة قد تحرق كل شيء في المنطقة.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. عبدو

    اذا لم يكن من الموت بد فمن العجز ان تموت جبانا.انهم بكل تأكيد أعداء من الدرجة الأولى وكل سياستهم ليل نهار تستهدفنا

  2. شريف

    النظامان يستنزفان موارد بلديهما في اسلحة قد تعيدهما الى العثور الوسطى.
    فرنسا والمانيا تجاوزا خلافاتهما التي أدت الى حربين عالميتين، فهل سيعود قادة البلدين الى الرزانة والتعقل وتقبل الاخر والتركيز على الايجابيات

  3. عبدالعالي

    هل كتب هذا المقال من طرف لا يعرف المغرب ولا الحزائر ولا يعرف شيئا عن طبيعة النزاع المفاعل والهادف إلى تقسيم المغرب؟ بعد قراءته وجدت نفسي أتساءل: أين يوجد هذان البلدان الذي يكتب عنهما طرف ثالث لا يرى سوى حلبة السباق نحو التسلح دون تمييز بين طامع في التوسع ومحافظ على وحدة ترابه ووطنه، مع حرصه (حرص المحرر) على التحلي، بوعي أو بدونه، بمنطق حكام الجزائر المحنط في فترة الحرب الباردة، أي المنطق الذي يقرأ وقائع اليوم بوضعيات سبعينيات القرن الماضي.

  4. عبدالعالي

    لم ينشر تعليقي الأول ومع ذلك لا بد من التأكيد أن المقال حقق ما يهدف إليه، بوعي من كاتبه أو بدون وعي، وهو وضع المغرب والجزائر في كفة واحدة… وضع المدافع عن وحدته وترابه أمام التهديدات الصريحة لهما، في نفس كفة المجنون بالتوسع وعرقلة النمو وإضعاف الجيران وبلقنة بلدانهم… كلا البلدين مجنون حسب المقال وتعليق القراء دليل على تحقق الهدف، وهو الوصول إلى هذا الاستنتاج…. إعلامنا ضعيف إلى أقصى درجة ولا نشعر معه سوى بغصة استفادته من دعم غير مستحق.

  5. الحاجة

    المغرب لا يلعب ولم يلعب منذ عدد قرونه التي هو مغرب ومملكة. الحوار والسلام مطمحه. والدفاع ببطولة عن أرضه جزء من إيمانه . سلام يا صاحبي. البادي أظلم والله لا يحب الظالمين.

اترك تعليق