على ضوء النقاشات المستفيضة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين خبراء البيئة والمناخ حول “الجدوى من تشييد السدود في ظل الظروف المناخية الراهنة التي اتسمت بالجفاف وقلة التساقطات المطرية”، حسمت أمطار شهر مارس المواقف الداعمة “لاستراتيحية السدود” التي تم تنزيلها قبل أربع عقود من قبل الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، واستمرارها في عهد الملك محمد السادس.
ورغم الانتقادات التي طالت هذه الاستراتيجية “الحكيمة” من قبل مختلف الفعاليات البيئية، نوه باحثون في مجال المناخ بـ”المخططات المائية” التي وضعها “أصحاب القرار” وعلى رأسها مخطط تشييد السدود الكبرى والتلية، التي ستساعد على تحقيق الأمن المائي والغذائي وأيضا الطاقي للمملكة المغربية.
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال مصطفى العيسات، باحث في المجال البيئي والتنمية المستدامة والمناخ، إن “التساقطات المطرية أبانت على أهمية السدود رغم وجود أصوات ضد هذه الاستراتيجية نظرا أن المملكة المغربية عرفت في السنوات الأخيرة جفافا أدى إلى أزمة مائية خانقة”، مشيرا إلى أن “الورش الملكي الذي حث على ضرورة بناء حوالي 100 سد يندرج في إطار الاستراتيجية التي وضعها الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله”.
وأضاف العيسات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الملك الحسن الثاني كانت له رؤية استباقية وحكيمة بخصوص الوضعية المائية بالمملكة المغربية، وأن استراتيجية بناء السدود أعطت أكلها وهذا ما شهدناه خلال هذه السنوات”، مؤكدا على أن هذه “الاستراتيجية لها أبعاد كثيرة من بينها حماية المناطق المجاورة التي تهاطلت فيها التساقطات المطرية وحمايتها من وقوع كوارث طبيعية كالفيضانات والحفاظ على البنيات التحتية”.
وتابع المتحدث عينه أن “السدود التي وصلت إلى نسبة 100 في المائة من ناحية الملء تعطي مخزونا استراتيجيا لسنوات قادمة، وأيضا مساعدتها في تحقيق الطاقة الهيدروليكية عكس الطاقة الشمسية التي يصعب تخزينها”، مبرزا أن “جزء من الطاقة الكهربائية التي تنتج على الصعيد الوطني فهي من الطاقة النظيفة”.
وأشار الخبير البيئي والمناخي إلى أن “المغرب يشتغل بشكل كبير من أجل الانتقال إلى الطاقة المتجددة باستعمال الطاقة الشمسية وأيضا الهيدروجين الأخضر، علما أن السدود ستساعد على إنتاج الطاقة الهيدروليكية وتخزينها”، مضيفا أن “استراتيجية بناء السدود فهي رائدة على المستوى القاري والعالمي”.
وخلص العيسات حديثه قائلا: “ربط الأحواض المائية يمكن لها أن تحول مياه لوكوس إلى المناطق التي لم تحقق وفرة مائية، وبالتالي فإن السلطات ارتأت إلى بناء محطات لتحلية مياه البحر من أجل تحقيق وفرة مائية”، لافتا إلى أن كل هذه “الأوراش ستساعد على تحقيق الأمن الغذائي والمائي للمملكة المغربية”.