هذه الحلقة سنفتح الباب على مصراعيه على ملف موسوم بعنوان “حين لبس الملك جلباب فقيه محاضر”، خاصة وأنّ هناك من يجهلون أنّ الملك الراحل الحسن الثاني الذي أبدع الدروس الحسنية، ألقى درسين كاملين في سنتي 1966 و1978، فلم يكن يقتصر على أخذ الكلمة أو مجادلة بعض العلماء في دروسهم.
وفي 25 من دجنبر من سنة 1966، قدّم الراحل الحسن الثاني درسا دينيا انطلاقا من الحديث النبوي “من رأى منكم منكرا فليغيره” وانفرد بتفسيره تفسيرا لم يسبقه إليه أحد، الشيء الذي أشعل فتيل الجدال بينه وبين الشيخ يوسف القرضاوي بسبب مخالفته الرأي.
وافتتح الدرس قائلا: “وقد أجهدت نفسي حتى لا أعود لمرجع أو اطّلع على كتاب أو تفسير أو تأويل حتى يكون حديثي بمثابة امتحان ليس لي فحسب ولكن لجيلي”.
وقال: “لا زلت طالب علم وتلميذ لكم، ولكن سأحاول تفسير الحديث على ضوء السياسة الاجتماعية، وعلى ضوء فصل السلط، وتنظيمها، وذلك شغلي، فأهل مكة أدرى بشعابها”.
وشرّح الملك الحسن الثاني بمشرط معرفته كل صغيرة وكبيرة في درسه الحسني بعدما لبس ولأول مرة جبّة فقيه، وهو يحلّل الحديث على ضوء السياسة الاجتماعية وفصل السلط وتنظيمها دون إغفال الجانب التنظيمي والإجرائي.
وحذّر من مغبّة عدم تغيير المنكر لكل من رآه، لأنه سيكون حينها مذنبا مجرما بالنسبة إلى الله أولا، وبالنسبة للمجتمع الذي جعله الله عليه قيّما وراعيا ومسؤولا.