آثرنا في الحلقة الأولى من ملف “طرائف ملكية في الدروس الحسنية” أن نغوص في بحر طرائف الملك الراحل الحسن الثاني في الدروس الحسنية التي كانت تقام بين يدي حضرته في شهر رمضان الكريم.
“غضبة الملك الراحل في درس حسني” وتحديدا في شهر رمضان من سنة 1989، لم تكن من فراغ بعد درس كان ألقاه بين يديه، الفقيه المغربي الحسن بن الصديق، كان موسوما بعنوان “الدين بين الاتباع والابتداع”.
وكان من بين ذكره أنّ العقود التي تبرم وقت صلاة الجمعة، لاغية وأفتى ببطلانها بعد أن استدلّ بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع”.
وأثار زوبعة في فنجان الحاضرين بعد أن استنتجوا أنّ كلامه يتخندق في زاوية بعينها، تخص توقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي بمراكش بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا، خاصة وأنّها عُقدت حينها أثناء إقامة صلاة الجمعة بسبب الاجتماع الذي جمع قادة البلدان الخمسة.
وهنا قاطعه الملك الراحل الحسن الثاني وقال له “كمّل الآية آ الفقيه” قبل أن يفاجئه بالمدة الزمنية المتبقية لإتمام محاضرته، والتي حدّدها في خمس دقائق.
ولن نبحر في نهر الطرائف الملكية في الدروس الحسنية دون أن نتوقف عند طريفة أخرى، جعلت أسارير الملك الراحل الحسن الثاني تنفرج ويضحك على إثرها وكان بطلها العالم محمد لزرق الذي قال لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية العلوي المدغري وفي حضرة الملك: “ماتجبدش لي جلابتي”.