أثار البيان الختامي للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، نقاشا واسعا داخل المشهد السياسي المغربي، بعدما تضمن مواقف نقد للأغلبية الحكومية.
البيان الختامي، الذي تحدث عن “صبر حزب “البام” على ميثاق الأغلبية” و”ابتعاده عن ممارسة ازدواجية المواقف أو الضرب تحت الحزام ضد حلفائه”، خلف ردود أفعال متباينة، ذهب بعضها إلى القول بوجود صراع بين الأحزاب الثلاث المشكلة للأغلبية الحكومية، وعدم اقتناع حزب “الجرار” بالعمل الحكومي الحالي. في حين اعتبر خبراء سياسيون أن كلمة “الصبر” تدخل في نطاق “سياسة الصبر الاستراتيجي” الذي يعتبر مفهوما واسعا داخل الحقل السياسي.
البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدراة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، قال إنه “قبل التطرق لمقاصد عبارة “وحزبا صبورا ومنضبطا لميثاق الأغلبية” المدرجة في البيان الختامي للمؤتمر الخامس للأصالة المعاصرة علينا التطرق لمبادئ ميثاق الأغلبية الحكومية الموقع في 6 دجنبر 2021، والذي التزمت بجعله مرجعا سياسيا وأخلاقيا محوريا في عملها، عن طريق التزام هيئة رئاسة الأغلبية الحكومية بتنسيق عمل هذه الأخيرة بصورة مستمرة للرفع من نجاعة أدائها، والتزام هيئاتها وهياكلها بالتشاور والحوار الدائمين حول القضايا والأهداف الكبرى المسطرة داخل البرنامج الحكومي”.
وأضاف البراق شادي، في حديثه مع “الأيام 24″، أن “الميثاق يترجم رغبة الأحزاب الثلاثة المشكلة للأغلبية الحكومية في وضع برامج قطاعية متجانسة، تعتمد على الالتقائية من أجل خدمة المشروع السياسي للحكومة ككل”.
وتابع المتحدث عينه أن “حزب الأصالة والمعاصرة كأحد الأطراف الثلاثة الرئيسية المشكلة للأغلبية، ظل وفيا لهذا الميثاق وأهدافه ومبادئه وكيفية تنزيل ميكانيزمات الكفيلة بنجاح البرنامج الحكومي والمشاريع المهيكلة المدرجة فيه، سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي”.
“لاشك أن الأغلبية الحكومية في اشتغالها اليومي على الملفات والمشاريع الكبرى قد تصطدم ببعض المطبات نتيجة إختلاف وجهات النظر، أو تقدير مختلف للموقف السياسي تترجمه تصريحات منفلتة لبعض القيادات، لكن الواقع أظهر أنه هناك انسجام حكومي كبير وملموس يجسده “الصبر الاستراتيجي” بين مختلف مكونات الأغلبية، تؤكده العديد من المحطات التي كان من المفترض أن يكون هناك إختلاف في تقدير الموقف السياسي المناسب”، يقول المتحدث.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “حزب الأصالة والمعاصرة من خلال مخرجات المؤتمر الخامس التي تترجم إصرار الحزب على بناء تصور جديد لموقفه السياسي من العمل الحكومي ينطلق من الوضوح في المواقف السياسية و”الصبر الإستراتيجي”، بهدف وحيد وهو تنزيل المشاريع والبرامج الحكومية وفق الجدول الزمني المتفق عليه، وكذا الوقوف في وجه حملات التضليل ونشر الأكاذيب وإستهداف قيادات الحزب وإنجازاته بالخطابات الشعبوية”.