الجيش الباكستاني يحث على الوحدة بينما أعلن رئيسا وزراء سابقان الفوز في الانتخابات
بعد فرز معظم الأصوات في الانتخابات الباكستانية لم يحصل أي حزب سياسي على أغلبية حاسمة للأصوات، إلا أن المرشحين المرتبطين بالرئيس السابق عمران خان فازوا بمعظم المقاعد .
وقد خالفت النتائج التوقعات، وأعلن خان الفوز، لكن رئيسا سابقا آخر هو نواز شريف يقول إن حزبه هو الفائز، ودعا قوى سياسية أخرى للانضمام إلى ائتلاف بقيادته.
في هذه الأثناء حث قائد الجيش الباكستاني البلاد على ترك "الفوضى والاستقطاب"، وقال الجنرال عاصم منير إن هناك حاجة "لأيادٍ آمنة" من أجل توحيد القوى السياسية المختلفة.
ورفض المسؤولون أيضا الانتقادات الغربية لكيفية إجراء الانتخابات.
وقال الجنرال منير"الانتخابات ليست منافسة للفوز والخسارة بل هي تمرين لتحديد تفويض الشعب".
ولم يتم بعد تحديد هوية الفائزين بأربعة عشر مقعدا في الجمعية الوطنية، وكلها في إقليم بلوشستان الشاسع والقليل السكان، لكن كلا من خان وشريف قالا إنهما فازا.
وبث خان رسالة فيديو تم تركيبها بواسطة الذكاء الاصطناعي يرفض فيها ادعاء منافسه ويدعو أنصاره للاحتفال. وقد سجن خان بتهمة تسريب أسرار الدولة والفساد والزواج غير القانوني، وتم منع حزبه "حركة إنصاف الباكستانية" من المشاركة في الانتخابات.
الانتخابات الباكستانية: كيف تصنع امرأة التاريخ في هذه الانتخابات؟
عمران خان: ما الذي نعرفه عن رئيس الوزراء الباكستاني السابق؟
وقالت "شبكة الانتخابات الحرة والنزيهة" اللاربحية إن حوالي 100 من المرشحين الفائزين مستقلون وجميعهم باستثناء ثمانية مدعومون من حزب خان.
وقال جوهر علي خان رئيس الحزب، يوم السبت، إن الحزب سيحاول تشكيل حكومة وسيبدأ الاحتجاج يوم الأحد إذا لم يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات كاملة بحلول ذلك الوقت.
وفاز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة شريف بـ 71 مقعدا واعترف بأنه ليس لديه الأرقام اللازمة لتشكيل حكومة بمفرده، لكنه أصر على أنه يستطيع إخراج البلاد من الأوضاع الصعبة من خلال ائتلاف يتزعمه.
وحصل حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء المقتولة بينظير بوتو، على 53 مقعدا، والباقي وهو أكبر عدد من المقاعد فازت به أحزاب صغيرة ومستقلون.
لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن أي شخص من ادعاء انتصار صريح، على الرغم من أن حزب شريف بدأ محادثات مع أطراف أخرى.
ونتيجة لذلك، تواجه باكستان "فترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي"، كما قالت الدكتورة فرزانة شيخ من مركز أبحاث تشاتام هاوس.
وقالت لبي بي سي إنه من غير المرجح أن يُسمح للمستقلين المرتبطين بخان بتشكيل حكومة. وفي الوقت نفسه، يخشى الكثير من الناس من أن "ائتلافا ضعيفا وغير مستقر" سينجم عن أي ارتباط بين شريف وحزب الشعب الباكستاني.
لكن دكتورة فرزانة شيخ قالت إن الانتخابات أظهرت أيضا نفورا متزايدا من الدور المركزي للجيش في الحياة السياسية.
وأضافت: "صوّت ملايين الأشخاص لتحدي ما يعتقد الكثيرون أنه النتيجة المفضلة للمؤسسة العسكرية الباكستانية غير الخاضعة للمساءلة".
ووصف المحللون الجيش بأنه "دولة داخل دولة" في باكستان، وقد أثر على السياسة الوطنية وانتقالات السلطة منذ حصول باكستان على استقلالها عن بريطانيا في عام 1947.
وقام الجنرالات بثلاثة انقلابات ولم يخدم أي رئيس وزراء في باكستان، حتى الآن، فترة ولاية كاملة مدتها خمس سنوات.
وأعربت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، عن مخاوفها بشأن نزاهة الانتخابات. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن هناك "مخاوف جدية" تثير تساؤلات حول مدى "عدالة الانتخابات وعدم شمولها".
لكن وزارة الخارجية الباكستانية رفضت ذلك ووصفته بأنه "لا يستند على حقائق".
شاهد: ذعر وفوضى في أعقاب تفجيرين بباكستان عشية الانتخابات
وقالت إن التصريحات لا تأخذ في الاعتبار" تعقيد العملية الانتخابية "ولا تعترف بممارسة عشرات ملايين الباكستانيين الحرة والحماسية لحق التصويت".
وكانت هناك تقارير متفرقة عن أعمال عنف خلال الانتخابات. وقال حزب محسن دوار، عضو سابق في الجمعية الوطنية ورئيس حزب حركة الدفاع الوطني، إنه أصيب بالرصاص في ميرانشاه، شمال وزيرستان، في حادث أسفر عن مقتل عضو في الحزب.
كما وردت تقارير عن احتجاج في مدينة جوادر الساحلية جنوب غرب إقليم بلوشستان، حيث زعم بعض الناخبين حدوث مخالفات في فرز الأصوات.
التعليقات مغلقة.