لماذا تهاجمنا الكلاب الأليفة؟

ما أسباب هجوم الكلاب على البشر؟
تهاجم الكلاب من تراه دخيلاً غريباً على منزل بغياب مالكيه، أو معتدياً عليها أو على عائلتها أو أصحابها البشر، لكن هناك أسباب أخرى بحسب الخبراء، أهمّها الخوف.- تهاجم الكلاب عند شعورها بخطر ما وبالحاجة للدفاع عن نفسها.
- تبدي سلوكاً عدائياً للبشر في حال تعرضت سابقاً للأذى والضرب والمعاملة السيئة لوقت طويل، فتفقد الثقة والأمان حتى في مالكها.
- تكون في مزاج سيء حين تعاني من مشاكل صحية: سوء تغذية أو آلام أو جروح أو أمراض غير ظاهرة.
- تظهر العدائية إن كانت كلاباً غير اجتماعية، لم تعتد حضور الأشخاص والأطفال والحيوانات الأخرى: مثل الكلاب التي تربط بحبل أو توضع في مكان ضيق أو على سطح مبنى بمفردها طوال اليوم.
- حين تكون مدرّبة بشكل خاطئ على الهجوم والحماية، ولا تستمع إلى نداء صاحبها عند مناداتها.
- لكن هناك وجهات نظر تقول إن بعض الكلاب تملك أطباعاً عدائية بسبب طبيعة سلالتها أو تركيبة جيناتها الوراثية، وتهاجم لأنها شرسة من دون أن يكون السبب مرتبطاً بظروف معيّنة أو بخلل في التدريب أو التربية.
ما هي سلالات الكلاب المحظورة؟

كلاب من صنع الإنسان

البيتبول و البولي: كلاب خطيرة أم مجرد سمعة سيئة؟

"كلاب ذكية جداً وعاطفية"
فيكتوريا ستيلويل خبيرة في سلوك الكلاب وتدريبها بين بريطانيا والولايات المتحدة، تقدم برنامجاً تلفزيونياً شهيراً على إحدى قنوات "أم بي سي " بعنوان "أنا أو الكلب"، وتعرض في كل حلقة معالجة مشكلة ناتجة عن سلوك الكلاب الأليفة في المنازل.تقول في حديث مع بي بي سي نيوز عربي، إنّ "كلاب البولي أو البيتبول وغيرها، كلاب هُجنت في الأساس لمواجهة الدببة أو الثيران كما يدل اسمها (بول = ثور)".وتضيف: "حتى الكلاب التي هُجنت لاستخدامها في مصارعة الكلاب، هُجنت أيضاً لتكون قريبة جداً من الإنسان واجتماعية".تملك فيكتوريا ستيلويل أكاديمية لتخريج المدربين ومساعدة الأشخاص والمؤسسات التي تقتني كلاباً، وتؤكد أنّ "البيتبول والبولي كلاب قابلة للتدريب بشكل فعال جداً وهي كلاب ذكية جداً ويمكن أن تكون عاطفية جداً. وستفعل أي شيء لتسعدك".وتتابع فيكتوريا ستيلويل: "أعمل دائماً مع كلاب البيتبول ولي الكثير من الخبرة مع هذه الكلاب، وطيلة عملي معها على مدى 20 عاماً، لم أتعرض لأي هجوم أو أذى، باستثناء مرة واحدة حين حاول أحدها مهاجمتي".الكلاب "تذرف الدموع فرحا" عند عودة أصحابها إلى المنزل بعد يوم عمل- دراسة جديدةالكلاب أفضل أصدقاء للبشر منذ 11 ألف سنةسلاسة سيئة أم إنسان غير مسؤول؟
يقول محمد سميمي من المغرب إن كلاب اللابرادور كانت مسؤولة عن عدد كبير من الحوادث في الولايات المتحدة، ولكنها ليست محظورة، "الأمر ليس له علاقة بنوع السلالات".ويعطي مثالاً من تجربته في تربية الكلاب، إذ تعامل مع سلوك عدائي صادر عن كلب لا يتخطى وزن سلالته 4 كيلوغرامات.يقول إن "80 بالمئة من الأخطاء ناتجة عن أخطاء البشر".على سبيل المثال، بعد تربية كلاب الدوبرمان على مدى عقود بطريقة معينة، تحوّلت وظيفتها الأساسية وغرائزها لتصبح كلاباً تشارك في عروض الجمال، وتعيش في المنزل.من جهتها، تقول دينا ذو الفقار إن الحوادث غير متعلقة بنوع السلالة: "يمكنني أن أربي كلباً من نوع "لولو" (صغير الحجم) وأجعله شرساً".خبير تربية السلالات اللبناني جهاد الحاج يقول لبي بي سي نيوز عربي: "لا توجد سلالة سيئة. هناك ميل عند بعضها للحماية أكثر من غيرها وبعضها لديه القدرة الجسدية على الإيذاء".لكنه يقول إن الكلب يستطيع أن يتعلم "إدراك قوته وحجمه بدءاً من طفولته أثناء اللعب".أين يخطئ البشر؟
من الواضح أن هذه السلالات تحتاج اهتماماً والتزاماً خاصاً، إضافة إلى الكثير من الوقت والمساحة اللازمة لاقتنائها وتربيتها.قد تبدأ المشكلة منذ اتخاذ قرار تربيتها في منزل صغير أو في مدينة مزدحمة، أو اصطحابها من دون خبرة في التعامل مع الكلاب القوية والنشطة ومن دون الاطلاع عن معلومات بشأنها.وعادة ما ينصح الخبراء في سلوك أو تدريب هذه السلالات، بعدم اقتنائها لمن لا يملك الخبرة.- الاستخدام السيئ

- تجّار الكلاب والتهجين العشوائي
- سوء التربية والتدريب
هل يساهم حظر سلالات معيّنة في منع حوادث هجمات الكلاب؟
يؤكد خبراء تربية الكلاب الذين تحدثت معهم بي بي سي نيوز عربي، أن الحظر ليس حلاً عملياً.تقول فيكتوريا ستيلويل إن هناك سلالات أخرى قد تهاجم البشر، ويمكن لكلب صغير أن يتسبب بمقتل طفل أحياناً.تضيف: "بالطبع هذا ليس خطأ الكلاب، بل خطأ البشر، لكننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ونحن هنا الآن، وينبغي القيام بشيء ما".تقول إن "الحظر قد يكون حلّاً مع الأسف"، لوقف التجارة بهذه السلالة. لكنها تضيف: "ما يقلقني هو أن قانون الكلاب الخطرة (البريطاني) لم يفلح". وأنّ الحظر "يطال أيضاً كلاباً بريئة سلوكها جيّد وآمن، وكذلك مالكي الكلاب الذين يتصرفون بمسؤولية".وتابعت بالقول: "لننظر إلى ولايتي كولورادو ودنفر الأمريكيتين، حيث يوجد قانون لحظر البيتبول منذ 20 عاماً. لا تزال المستشفيات تسجل أعداداً هائلة من عقر الكلاب وأغلبها من سلالة "غولدن ريتريفر"، وهو كلب يستخدم للمعالجة النفسية ومساعدة الكفيف. "لا ينبغي أن يُقتل أحد بسبب هجوم كلب"تقول ستيلويل في حديثها لبي بي سي نيوز عربي "حين تفكّر أن هناك 30 هجوماً قاتلاً بسبب الكلاب كل عام، مقارنة مع وجود 90 مليون كلب في الولايات المتحدة، ستجد أن هذا رقم صغير. لكن ومع ذلك، لا يمكنك قول هذا لوالدين خسرا ابنهما بسبب هجوم كلب".وأضافت: "لا ينبغي أن يُقتل أحد – ولا أي طفل بسبب هجوم كلب. لهذا أتفهم موقف الحكومة، نحتاج لفعل شيء حيال ذلك".هل يوجد حلول أخرى؟
في بريطانيا تدخلت مجموعات مختصة في سلوك الكلاب وتدريبها لتنظيم محاضرات وندوات مجانية تشرح كيفية التعامل مع طباع وخصائص كلاب إكس أل بولي.وعرضت المساعدة في التدريب على استخدام ووضع كمامة على فكّ الكلاب.وإضافة إلى الحلول التي تقضي بمنع التهجين والتجارة العشوائية، هناك مسؤولية على مالكي الكلاب، مثل تثقيف أنفسهم، والاستعلام، والتدريب، وتفير العناية الجيّدة.وهناك مسؤولية تترتب على مهجني وبائعي هذه الفصيلة من الكلاب، إذ لا ينبغي فصل الجراء عن أمها في وقت مبكر.يقول محمد سميمي إنه يعطي الزبون الكلب الذي يناسب بيئته وظروفه، وليس وفق لون الكلب والشكل الذي يعجبه."لا يمكن لأحدهم اقتناء كلب من نوع مالينوا وهو يعيش في شقة 60 متر مربع".أما جهاد الحاج، فيقول إنهم يراقبون صحة وطباع أم وأب الجراء التي يبتاعونها لزبائنهم، ويبحثون عن معلومات تتعلق بالأجداد."نتابع أيضاً الزبائن الذي يختارون كلاباً قد تسبب المتاعب في حال عدم تربيتها بالشكل الصحيح".
التعليقات مغلقة.