خبراء يبرزون لـ”الأيام 24″ تأثير الزلزال على النشاط الفلاحي بالمناطق المتضررة
مصطفى منجم
يتوقع أن يؤثر زلزال “الحوز” الذي ضرب المملكة المغربية ليلة الجمعة 8 شتنبر، بشكل نسبي على الاقتصاد الوطني، نظرا أن المناطق المتضررة من شدة الزلزال تعتمد على الفلاحة بشكل أساسي، رغم أن الفلاحة الجبلية تصنف ضمن الفلاحات المعيشية التي تقتات منها الساكنة لمسايرة مدخولها اليومي.
ورصد خبراء اقتصاديون تداعيات هذه الأزمة الزلزالية، التي سيكون لها تأثير كبير على ساكنة المناطق المتضررة، أكثر من تأثيرها على الاقتصاد الوطني المغربي، علما أن الفلاحة الجبلية تمتلك نسب متوسطة جدا في الدورة الاقتصادية الوطنية.
فلاحة جبلية متأثرة نسبيا
يرى بدر الزاهر الأزرق، الخبير الاقتصادي، أنه “يجب التذكير أولا أن منطقة الحوز هي منطقة جبلية تتميز بمرتفعات كثيرة وكبيرة، وأن طبيعة الفلاحة في تلك المناطق المتضررة هي ليست كباقي الزراعات في المنبساطات الاخرى، كمنطقة لوكوس والغرب وغيرها من المناطق التي تتميز بمستوى فلاحي جيد”.
وأورد بدر الزاهر، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “أغلب الفلاحات في هذه المنطقة هي زراعات شجرية، كشجر الزيتون وأيضا بعض النباتات العطرية بالإضافة إلى تربية المواشي كالابقار والاغنام والمعز والنحل” مشيرا إلى أن “معظم هذه الفلاحات هي فلاحات معيشية تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية لأن في السنوات الأخيرة كان هناك جفاف كبير أثر على الأنماط الفلاحية المعيشية”.
وتابع المتحدث عينه شارحا: “معظم الفلاحات المعيشية والشجريات تعتمد على مياه الآبار وشبكة الري، وأن الزلزال دمر مجموعة من الآبار، وأن عودة هذه الأمور إلى سيرها العادي سيكون صعبا شيئا ما”.
“نحن في بداية فصل الشتاء هي فرصة مهمة أمام الفلاحين الصغار من أجل تدارك الموقف، وترميم الآبار وتنقيتها من الصخور، وفتح آبار أخرى من أجل مواجهة الجفاف المرتقب في الفترات الأخيرة من فصل الربيع وبداية فصل الصيف المقبل”، يقول المتحدث.
ولفت بدر الزاهر إلى أن “عدد كبير من التعاونيات في المنطقة تجمع بين الفلاحة والسياحة، وأن هذا النوع سيتأثر بشكل كبير بالزلزال، لأن العديد من الدور تضررت بشكل كبير” موضحا أن “القطاع الفلاحي في هذه المنطقة تضرر وسيؤثر بشكل كبير على الدورة الاقتصادية وعلى المداخيل التي يحققها هؤلاء الفلاحون”.
البيطرة في زمن الزلزال
من جهته، قال عبد المجيد عنكيط، رئيس المجلس الجهوي للوسط الشمالي للهيئة الوطنية للاطباء البياطرة، إن “المواشي بدورها تضررت في المناطق المنكوبة لأنها تعيش بدورها مع الإنسان، وأن المناطق المتضررة تعتمد على الفلاحة المعيشية وكسب الماشية من أجل الإستفادة من تربيتها سواء باللحوم أو الحليب”.
وأضاف عبد المجيد عنكيط، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الهيئة الوطنية للاطباء البياطرة كانت لها تجربة مماثلة سنة 2004 بسبب زلزال الحسيمة، الذي وقع بين السلاسل الجبلية” مؤكدا على أن “الخطة التي تم وضعها في تلك الفترة هي التي انبثقت منها الخطة الحالية”.
“في ليلة الجمعة مباشرة بعد الزلزال تم إجراء اتصالات مع أعضاء الهيئة الوطنية للاطباء البياطرة الموجودين في المناطق المتضررة، من أجل الاطمئنان عليهم وعلى صحتهم وأيضا الاطمئنان على باقي المواطنين” يقول المتحدث، مضيفا أن “يوم السبت تم التفكير في الخطط التي يجب وضعها من أجل مواجهة تداعيات الكارثة”.
وتابع أيضا أنه “تم المناداة على جميع الأطباء من أجل المشاركة في حملة التبرع بالدم، وأيضا المشاركة في الصندوق المختص بتدبير آثار الزلزال، وأيضا احداث فرق طبية ميدانية في المناطق المتضررة، من أجل تقديم الاسعافات الأولية للمواشي ومساعدتهم”.
وزاد رئيس المجلس الجهوي للوسط الشمالي للهيئة الوطنية للاطباء البياطرة في التصريح ذاته أنه “تم التواصل مع المختبرات الطبية البيطرية من أجل توفير الأدوية اللازمة، علما أن هذه الكارثة ستؤثر على الماشية بالمناطق المتضررة”، مبرزا أن “المنطقة كانت تعاني من الجفاف بسبب قلة الأمطار، وأن الدورة الاقتصادية للمنطقة تتعلق بشكل مباشر بالمواشي، لكن مع الوقت سترجع الحياة الاقتصادية للمنطقة نظرا للمبادرات التي تقوم بها المملكة المغربية في هذا الشق”.