مصطفى منجم
مازال ركام المباني الأثرية بمدينة مراكش متناثرا على أرضية أزقة “المدينة العتيقة”، بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”.
وتمتلك المدينة الحمراء تراثا حجريا عريقا، منذ تشييدها عام 1070م، حيث كانت لقرون طويلة عاصمة الدولة المغربية بدءا من عهد المرابطين، ومركزا ثقافيا واقتصاديا للمملكة.
بدورها، لم تسلم الأماكن الأثرية بمدينتي تارودانت وأكادير أثر الزلزال، الذي دمر بشكل جزئي أبرز المآثر التي تعتبر قبلة للسياح، ومكانا يخلق رواجا اقتصاديا كبيراً للمنطقة.
مآثر مراكش تحت الأنقاض
قال أحمد الخطابي، الباحث في التاريخ والتراث، إن “مدينة مراكش تأثرت بشكل كبير خاصة في المدينة العتيقة المنصفة ضمن قائمة التراث العالمي سنة 1985″، مشيرا إلى أن “العديد من الجدران تأثرت، مما سينعكس سلبا على النشاط السياحي بالعاصمة السياحية للمملكة”.
وأضاف الخطابي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “مئذنة أحد المساجد المتواجدة بساحة جامع الفنا تأثرت بفعل الزلزال، في وقت صمدت فيه مأدنة الكتبية الشهيرة وسط جامع الفنا أمام الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريختر”.
وتابع المتحدث: “في الجنوب الغربي يوجد مسجد تنمل أو المسجد الأعظم، وهو القاعدة التي انطلقت منها الإمبراطورية الموحدية في القرن الثاني عشر الميلادي، والمسجد الذي كانت أعمال الترميم التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على وشك الإنتهاء، قبل أن تأتي الهزة العنيفة لتعيده إلى نقطة الصفر”.
زلزال يعصف بتارودانت وأكادير
في نفس السياق، يرى أحمد الخطابي، أن “حاضرة سوس المدينة العالمة لم تسلم هي الأخرى من تداعيات الزلزال، فقد خرجت الساكنة المحلية إلى الحدائق والساحات العمومية لقضاء الليالي منذ لحظة الزلزال”، مردفا أن “بعض العائلات لا زالت إلى حدود اللحظة ترفض المبيت في البيوت”.
وسجل الخطابي أن “سور تارودانت التاريخي تأثر جراء الزلزال، لينضاف ذلك إلى العوامل الطبيعية الأخرى والبشرية التي ساهمت في تدهور وضعية السور”، معتبرا أن “هذه المعلمة التاريخية تعود إلى فترة المرابطين على أقل تقدير، قبل أن يزدهر في فترة الموحدين، ويعرف إصلاحات وترميم في عهد الدولة السعدية وأيضا في فترة المولى إسماعيل خلال عهد الدولة العلوية”.
وأضاف الباحث في التاريخ والتراث، أن “السور صنف ضمن قائمة التراث الوطني في ثلاثينيات القرن الماضي، وعرف مجموعة من عمليات الترميم خلال العقود الأخيرة، لكن وضعية السور متدهورة بشكل كبير حتى قبل الزلزال”.
و”بعدما استبشرت ساكنة أكادير وزوارها بعملية ترميم وتأهيل القصبة ضمن برنامج التهيئة الحضرية لمدينة أكادير 2020/2024 بتعليمات ملكية سامية”، يقول المتحدث، مردفا: “استيقظت ساكنة أكادير اليوم الموالي على واقع هزة أرضية خلفت خسائر مادية، خاصة على مستوى قصبة أكادير أوفلا التي سقطت منها بعض الجوانب والأجزاء، وهي القصبة نفسها التي دمرها زلزال 29 فبراير 1960 وراح ضحيته أزيد من 12 ألف نسمة”.
شكرا استاذ احمد الخطابي على هذا الاضافات والمعلومات القيمة