أوبك تقرر خفض الإنتاج النفطي “حفاظا على استقرار الاسعار”

عدم يقين
تحليل سمير هاشمي مراسل بي بي سي للشؤون الاقتصادية في الشرق الأوسط كان من الواضح قبل اجتماع منظمة أوبك بيومين أنها ستتجه لتخفيض الإنتاج، لدعم الأسعار، على الرغم من أن غالبية الأعضاء كانوا يرفضون ذلك كيلا تتأثر عائداتهم النفطية، الحيوية لتسيير اقتصادات بلدانهم. لكن قرار السعودية خفض إنتاجها طوعيا بقيمة مليون برميل يوميا، كان أمرا غير متوقع، إلا أنه ليس مفاجئا بشكل كبير في الوقت نفسه، فالدولة التي تقود التكتل، والتي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، كانت الدولة الوحيدة في المنظمة القادرة على تخفيض الإنتاج. من وجهة نظر الرياض، يجب أن تبقى قيمة برميل النفط أعلى من 80 دولار، لتحصل على جدوى من الإنتاج، ولكي تتمكن من استغلال العائدات في إنشاء مشروعاتها الطموحة، التي تتكلف مليارات الدولارات، والتي يتزعمها ولي العهد محمد بن سلمان. ويعكس القرار السعودي حجم عدم اليقين، بخصوص مستقبل الطلب على النفط في السوق العالمية، بسبب المخاوف من أزمة اقتصادية، في الولايات المتحدة، وأوروبا، وآثار ذلك المتوقعة على أسعار النفط.وتعاني الدول المنتجة للنفط من انهيار الأسعار، بعد ارتفاع مفاجيء إثر الغزو الروسي لأوكرانيا. واتهم الغرب منظمة أوبك بالسيطرة على الأسعار، والتلاعب بالاقتصاد العالمي، عن طريق منتجات الوقود، حسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء، كما اتهمها بالانحياز إلى روسيا، رغم العقوبات التي فرضت عليها بعد الحرب الأوكرانية. وفي مواجهة تلك الاتهامات قالت مصادر في أوبك، إن الغرب اتبع سياسات خاطئة خلال العقد الماضي، أدت إلى استفحال التضخم، ودفعت المنظمة إلى اتخاذ القرارات اللازمة، للحفاظ على قيمة صادراتها.
التعليقات مغلقة.