توريد المغرب للغازوال الروسي لإسبانيا..”حسابات انتخابية” أم “غلطة ديبلوماسية” ؟
بعد حملة إدعاء إقالة وزيرة الخارجية السابقة ” أرانشا غونزاليس لايا” بطلب من المغرب، تعود من جديد الحكومة الإسبانية لتعيش تحت ضغط قضية أخرى عنوانها ” توريد المغرب لمدريد الغازوال الروسي”.
وانتشر تحقيق لجريدة ” إلموندو” الشهيرة، يشير فيه إلى أن ” المغرب يقوم بتوريد الغازوال الروسي بطريقة ثانية إلى إسبانيا، الأخيرة التي تنهج سياسة الاتحاد الأوروبي الساعي إلى الانفلات من التبعية الطاقية لموسكو.
وهاته القضية تتزامن مع وجود ضغط مشابه من قبل المعارضة تجاه حكومة أخنوش، الأخيرة التي تبرر استيراد المغرب للغاز الروسي، كونه ليس ممنوعا لدى الدول النامية.
رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، الحسين الكنون، يقول إن ” خارطة الطريق التي وقعتها إسبانيا والمملكة المغربية، والتيى تزامنت مع الموقف الجريء لمدريد من مخطط الحكم الذاتي، تحولت العلاقات بين الطرفين إلى بعد استراتيجي”.
وأضاف كنون في حديث لـ ” الأيام 24″، أن ” القانون الدولي يعتبر العلاقات الاستراتيجية ليست أنية، وهو الأمر الذي ينطبق على العلاقات بين مدريد والرباط الحالية، إذ أصبح الرافد التجاري مهما بالنسبة للطرفين، وجعل مدريد بالنسبة للرباط بوابتها نحو أوروبا”.
وأورد رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن ” مدريد تدافع عن مصالح الرباط بأوروبا، سواء داخل البرلمان الأوروبي، أو مختلف الأجهزة السياسية الأخرى لبروكسيل”.
وأردف المتحدث ذاته أن ” زوبعة الغازوال الروسي سحابة وستزول، ولن تؤثر على عمق الشراكة بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي من جهة، والمغرب من جهة ثانية”.
واستطرد المتحدث ذاته قائلا: ” المغرب له صفة شريك متقدم مع الاتحاد الأوروبي، وهو وضع لن يتأثر بمثل هاته الحملات التي يتبين أنها تأتي في سياق الحملة الانتخابية التي تعرفها مدريد، والتي تحاول من خلالها المعارضة اليمينية أن تكسب من خلالها نقط سياسية”.
مشيرا إلى أن ” الأحزاب اليمينية باسبانيا، تعرف بدعمها للطرح الإنفصالي للبوليساريو، وتحاول كسب كل صغيرة وكبيرة، وتوظيفها من أجل الضغط على حكومة سانشيز، والتي أصبحت داعما للمغرب في قضية الصحراء”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن ” المغرب في ديبلوماسيته الخارجية، يعتمد على سياسة الهدوء، والتوازن في المواقف، ولا يبني مواقفه على جزئيات غير موثوق منها، غير أنه إذا تبين وجود خروقات في ملف استيراد الغازوال الروسي، فالرباط ملزمة بفتح تحقيق في الأمر”.