عندما انتقد الملك السياسيين: اتقوا الله في وطنكم وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر

الملك محمد السادس

يُحكم التضخم وما يجره من ارتفاع في الأسعار، قبضته على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي لفئات عريضة من المغاربة، فلا يجتمع اثنان إلا وكان نقاش الغلاء ثالهما. وضع اقتصادي انتقده بشدة المندوب السامي للتخطيط محمد الحليمي، قائلا إن موجة ارتفاع الاسعار ستستمر مع المغاربة طويلا وليست مؤقتة ولاعلاقة لها بالخارج، كما روج لها الفاعل السياسي من داخل الأغلبية الحكومية وإنما هي نتيجة سياسات داخلية. وقبل تصريح الحليمي، أكدت مصادر”الأيام” وجود خلاف بين رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووالي بنك المغرب بسبب قرار الأخير رفع سعر الفائدة إلى 3 في المائة، ورفع أخنوش مخاوفه المرتبطة بالقرار إلى القصر الملكي، أي مطالبة بالتحكيم الملكي في الموضوع.

الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب، الذي يواجهه المواطن وحيدا في غياب إجراءات حكومية ملموسة، وأمام صمت غير مبرر للنقابات في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة، وتراجع صوت المعارضة بشكل ملفت، يعيد إلى الواجهة، انتقاد الملك محمد السادس في مناسبات متعددة للطبقة السياسية في المغرب “غير القادرة على التنفيذ والإبداع في الاختيارات التنموية التي تبقى عموما صائبة، لكن المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير”.

 

وسبق للملك محمد السادس، أن قال في خطاب بمناسبة الذكرى الـ18 لعيد العرش سنة 2017، إن “التطور السياسي والتنموي، الذي يعرفه المغرب، لم ينعكس بالإيجاب، على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة”، معتبرا أنه “عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه؛ وهو ما يجعل المواطنين يشتكون لملك البلاد، من الإدارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الرد على مطالبهم، ومعالجة ملفاتهم، ويلتمسون منه التدخل لقضاء أغراضهم”.

 

في السياق، تتناقل وسائل الإعلام الوطنية، صور وفيديوهات للمغاربة تنتقد بشدة الفاعل السياسي، يظهرون من خلالها في حالة غضب ويرمون بالائمة على الحكومة، محملين إياها وزر تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ومطالبين بتدخل الملك محمد السادس في الموضوع، بسبب فقدانهم للثقة في المؤسسات المنتخبة والطبقة السياسية.

 

وهنا أكد الملك محمد السادس، في خطاب العرش، أن من حق المواطن أن يتساءل: ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعيين الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانوا هم في واد والشعب وهمومه في واد آخر؟”.

 

وتساءل الملك محمد السادس عن أنه “إذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟”، موجها خطابه إلى المسؤولين المغاربة بالقول: “كفى، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة، وإما أن تنسحبوا. فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون”. وأضاف الملك أن “هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأن الأمر يتعلق بمصالح الوطن والمواطنين. وأنا أزن كلامي، وأعرف ما أقول… لأنه نابع من تفكير عميق”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق