انتخابات 1977.. حيـن قال الحسن الثاني: «لم يعرفـوا كيف يـزورون!!»

عاش الراحل عبد الواحد الراضي، مسارا سياسيا متفردا، وعايش فترات حاسمة من تاريخ المملكة السياسي، وكان شاهدا على محطات انتخابية.

في هذا المقال، يحكي الراحل واقعة تعيينه رئسا لفريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب ، وبعض كواليس انتخابات 1977 للزميلة نجاة أبو الحبيب، في حوار مع أسبوعية الأيام في عددها 746، المنشور ما بين 16 و22 فبراير 2017.

يقول الراضي” قبل الدخول البرلماني في أكتوبر 1977، اجتمع المنتخبون الاتحاديون مع المكتب السياسي برئاسة سي عبد الرحيم وشرفوني باختياري -في غيبتي- لأكون رئيساً للفريق البرلماني الذي سيطلق عليه اسم ” المعارضة الاتحادية”، اسم اخترناه لنضع حدا لأي التباس بخصوص موقعنا داخل البرلمان، كنت آنذاك في زيارة دراسية للولايات المتحدة الأمريكية استغرقت حوالي أربعين يوما”.

واضاف قائلا “نظريا أو قانونيا، حالة الاستثناء سيوضع لها حد مع انتخابات يونيو 1977، أما بالنسبة لأساليب التزوير الانتخابي، فقد بقيت كما هي بل ازدادت إتقانا، وظهر مستجد على المسلكيات السياسية، ويتعلق الأمر بنهج كوطا من النواب في الانتخابات لكل حزب، بما فيها أحزاب المعارضة التي فوتحت في هذا الموضوع قبل الانتخابات التي لم تجر إلا لتأكيد هذه القسمة البيروقراطية المسبقة للمقاعد بدلا من ترجمة فعلية لإرادة الناخبين، حلفاؤنا السابقون في الكتلة الوطنية انجروا إلى إغراء العرض، بينما صرخ عبد الرحيم رافضا القبول بهذه الفضيحة، بينما عوقب حزبه بتزوير واسع ومنهجي في البلاد”.

ومضى يقول “ورغم اعتراضات وتحفظات بعض إخواننا، قرر الحزب، كما في تجربة 1963، الالتحاق بالبرلمان.حين عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية، استقبلت في بيتي عضوين من المكتب السياسي، محمد اليازغي ومحمد الحبابي، أخبراني باختياري لهذه المهمة النضالية الجديدة، لقد كان ذلك بالنسبة إلي شرفا كبيرا، وإشارة ثقة من طرف حزبي أن أكون ناطقا باسمه في مؤسسة مهمة جدا كالبرلمان، ولكن في الوقت نفسه كنت واعيا بالأهمية القصوى والحساسة لهذه المهمة ومصاعبها ورهاناتها الكبرى، وذلك في ظروف سياسية دقيقة.

وتابع قائلا “وهكذا زرت عبد الرحيم الذي أكد القرار، قال لي إنه حين استقبله الملك الحسن الثاني اشتكى من التزوير الانتخابي الذي مس الاتحاد الاشتراكي وأضر – بدون شك – بصورة البلاد، ومصداقية مؤسساتها، أجابه الحسن الثاني في شبه مداعبة:” لم يعرفوا كيف يزورون، فقد كان التزوير كميا، أما من الناحية الكيفية فإن فريقكم يساوي أكثر من عدده وسيكون أكثر قوة، ولو أنهم أتقنوا لكانوا تركوا لكم عددا أكبر، ولكن بدون كفاءات”، وعقب عبد الرحيم:>لا نعرف حتى الآن ما إذا كان سيكون لنا فريق برلماني”، سأله الملك لماذا؟ فأجابه بأنهم تركوا لنا 15 مقعدا فقط. فأجابه الملك: الأمر سهل، سنبدأ تشكيل الفريق البرلماني بعدد 12 ونترك لكم ثلاثة مقاعد كاحتياط. وعاد الملك يسأل سي عبد الرحيم، ومن سيكون رئيس فريقكم؟ فأجابه بوعبيد، لقد اخترنا عبد الواحد الراضي، فعلق الملك: ” ونعم، إن له الجدارة والكفاءة””.

 

 

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. كيف استفادت عائلة الراضي من ميزانية الدولة لمئات السنين

اترك تعليق