تأثير مصالحة طهران والرياض على تمدد إيران في “المغرب العربي” وتسليح البوليساريو!

استحوذ إعلان السعودية وإيران على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما على قدر مهم من رأي العام الدولي، على اعتبار العداء التاريخي والكبير بين البلدين. هذا الإعلان خلف في المقابل حالة ترقب في المغرب بشأن مدى إمكانية انعكاس ذلك على مستقبل العلاقات بين الرباط وطهران المقطوعة منذ سنوات، وهل تقلّم المصالحة السعودية الإيرانية أذرع الأخيرة في منطقة المغرب العربي، خاصة من بابا تسليحها لجبهة البوليساريو الانفصالية المهددة لأمن المغرب؟.

 

سؤال يفتح الباب على مصراعيه أمام ما يعتمل  العلاقات المغربية الإيرانية الغامضة أساسا، والمشدودة شدا إلى حبال التوتر والجفاء،  خاصة في ظل موقف طهران من قضية الصحراء المغربية، ورغبتها في التوسع ببلدان العالم العربي والمغرب الكبير، مستغلة في ذلك قربها الدبلوماسي من الجزائر.

 

وتفاعلا مع الموضوع، يرى محمد طلحة، أستاذ القانون العام، أن الحديث عن مستقبل العلاقات المغربية الإيرانية وربطها بالمصالحة السعودة الإيرانية، هو أمر لا يستقيم سياسيا على اعتبار أن كل دول اليوم في ظل التحديات المطروحة تبحث علاقاتها ومصالحها، بناء على قراءة برغماتية للوضع الإقليمي والدولي.

 

وأشار المحلل السياسي في حديثه لـ”الأيام24″ أن الرياض اختارت المصالحة نظرا للتهديدات المطروحة عليها خاصة في ملف اليمن وعلاقتها بالإدارة الأمريكية الحالية، مضيفا بأن التمدد الإيراني في منطقة المغرب العربي هو ثابث وبالدلائل القطعية، ما يعني أن طهران تعيد قراءتها للوضع الٌليمي في منطقة الخليج عكس منطقة شمال إفريقيا.

 

واعتبر أن الرغبة التوسعية الإيرانية في المنطقة رصدتها المملكة، ما عجل بقيام تحالف أمريكي مغربي اسرائيلي، لمواجهته، موضحا أن النظام الإيراني يعمل ومنذ مدة على تسلح الجزائر بمجموعة من طائرات الدرون، والتي تضعها رهن إشارة ميليشيات البوليساريو لتهديد استقرار المغرب، ما يعني أن العلاقات السعودية الإيرانية، ليس له علاقة بشكل أوتوماتيكي ومباشر على المغرب خاصة في الظرفية الحالية.

 

وتنظر السلطات المغربية بكثير من القلق من التقارير التي تتحدث عن قيام ايران بتسليم جبهة البوليساريو طائرات مسيرة، حيث سبق لوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة أن قال في أكتوبر الماضي أن تسليح طهران للجبهة الانفصالية يشكل خطرا كبيرا على الأمن والسلم في المنطقة.

 

في المقابل تنظر إيران بقلق كبير من قرار المغرب تطبيع علاقاته مع اسرائيل في 2020 حيث تعتقد الحكومة الايرانية أن تعزيز التعاون بين الرابط وتل أبيب في مختلف المجالات بما فيها العسكرية يهدد نفوذها ومصالحها في شمال افريقيا لذلك قامت بتعزيز العلاقات مع الجزائر.

 

وما  تزال العلاقات مقطوعة بين المغرب وإيران منذ ماي سنة 2018 على خلفية تقارير استخباراتية تتحدث عن تقديم حزب الله اللبناني دعما ماليا ولوجستيا لجبهة البوليساريو الانفصالية بتنسيق من السفارة الإيرانية في الجزائر وهو ما اعتبرته الرباط تهديدًا لأمنها واستقرارها.

 

وسبق للمغرب أن اتخذ قرارا مشابها عام 2009، ردا على تصريحات إيرانية طالبت بضمّ مملكة البحرين إلى أراضيها، لتستمر تلك القطيعة حتى أكتوبر 2016 عندما عيّنت الرباط سفيرًا لها في طهران.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق