رمضان: كيف شجّع طفل والدته اللادينية على الصيام معه؟
"عندما بدأت بالصيام وأنا في سن التاسعة من عمري، شعرت أسرتي بالصدمة من قراري، وحاول والداي منعي، لكنني لم أتراجع عن ذلك لأنني كنت وما زلت مقتنعاً بذلك". هذا ما قاله لي جوليان (اسم مستعار) البالغ من العمر الآن 15 عاماً، عن سر تعلقه بالصيام رغم لا دينية والدته وإلحاد والده ومعظم أقاربه وتعرضه في بعض الأحيان للسخرية من قبل المحيطين به. عندما تحدثت إلى جوليان الذي يقيم في بلدة صغيرة في هولندا، عبر الهاتف، بدا لي وكأنه شخص بالغ لدقة إجاباته واختيار الكلمات بعناية للتعبير عن رأيه. تصف والدته نفسها باللادينية (رغم أنها تنحدر من أسرة مسلمة)، أما زوجها فيعلن عن نفسه كملحد بكل وضوح. لم يكن جوليان تجاوز الخامسة من العمر عندما اضطرت أسرته المكونة من والديه وشقيقته إلى ترك مدينة حلب إلى إقليم كردستان العراق و منها إلى تركيا، هرباً من الحرب الدائرة في سوريا، ووصولهم أخيراً إلى هولندا في عام 2016. لا يتذكر جوليان إلا القليل عن جيرانه ومدينته وطقوس شهر رمضان. ويتذكر "كيف كانت جدته هي الوحيدة التي كانت تصوم في شهر رمضان، وكيف كانت تخلق جواً مميزاً من خلال مائدة الإفطار الغنية بالأطباق المختلفة". شقيقته التي تكبره بثلاث سنوات، تهتم بالصحة الجسدية والنفسية والبيئة وتعير اهتماماً بالغاً لمساهمة الأفراد في حماية البيئة والحفاظ عليها، وكثيراً ما تناقش مع شقيقها قضايا مهمة مثل تغير المناخ والصحة النفسية وتحقيق الذات والحرب في سوريا وغيرها من الأمور الحياتية التي غالباً ما تكون عبارة عن مقارنة بين الأفكار والعادات السائدة في الشرق والغرب بحسب ما تقول والدة جوليان. ورغم صغر سنه، بدا لي جوليان أنه يعلم الكثير عن تفاصيل الحرب في سوريا، ربما بسبب فضوله ورغبته الشديدة في المعرفة وتعلم كل ما هو جديد وطرح الكثير من الأسئلة على والديه. ولكن، ما سر شغف هذا الطفل بالصيام منذ أن كان في التاسعة من عمره، وكيف حفّز والدته أن تصوم هي الأخرى معه وتخرج بقناعات جديدة في حياتها؟ رمضان: كيف تتجنب الإحساس بالجوع والعطش أثناء الصيام؟ دور الآباء في تربية الأبناء له أثر كبير في مختلف مراحل حياتهم
التعليقات مغلقة.