الأزمة تتصاعد.. قناة “فرنسا 24 تتبنى ” الأطروحة الإنفصالية حول الصحراء المغربية

تتصاعد فصول الأزمة الصامتة بين فرنسا والمغرب لتظهر شيئا فشيئا في عدة مناسبات، رغم التطمينات التي تقدمها فرنسا خصوصا والتي تؤكده من خلالها عدم وجود أي أزمة، الأمر الذي تفنده عدة وقائع، ومنها عدم تحديد موعد رسمي لزيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى المغرب، رغم تأكيد وزيرة خارجيته كاثرين كولونا، أثناء زيارتها للرباط ولقائها بنظيرها ناصر بوريطة، أن موعد زيارة ماكرون ستكون خلال الربع الأول من سنة 2023.

 

في هذا الإطار نشرت سفارة باريس بالرباط، على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، صورة للجناح المغربي المشارك في الصالون الدولي للفلاحة بالعاصمة باريس، اعتبرت “مستفزة” حيث تُظهر خريطة المغرب دون صحرائه، بعد أخذها من زاوية حادة.

وتم نشر الصورة على حساب السفارة الفرنسية بالرباط، رغم التحركات المكثفة التي يقوم بها السفير الفرنسي بالمغرب، ولقائه بالعديد منم الوزراء والمسؤولين، إلا أن مثل هذ “الأفعال” تزيد الشكوك في وجود علاقة هادئة بين الرباط وباريس.

 

من جهة أخرى، وفي تطور اعتبر مناقض لما تؤكده وزيرة الخارجية الفرنسية، على موقف بلادها “الواضح والثابت” بخصوص قضية الصحراء، مؤكدة في هذا السياق أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل قاعدة لمناقشات “جادة وذات مصداقية”، بثت قناة فرنسا 24 (الاسبانية) / برنامج “في 5 دقائق”: “الصحراء الغربية: نزاع إقليمي دام ما يقرب من خمسة عقود، ومئات الآلاف من اللاجئين المدنيين وتضارب المصالح لإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة”.

 

حيث أنه وفي سرد متحيز، لصالح الأطروحة الانفصالية، تسرد النسخة الإسبانية من القناة الفرنسية ”France24” (المخصصة أساسا لجمهور أمريكا اللاتينية)، تاريخ صراع “الصحراء الغربية”، الذي يسلط الضوء على “استغلال موارد المنطقة” من قبل المغرب”، ويشير على أن “البوليساريو” تدين استغلال المغرب لهذه الثروات عن طريق شراكات أجنبية من أجل تمويل “احتلاله للصحراء” تزعم القناة في تحيز واضح.

 

ولهذه الغاية، تشير القناة إلى أن “العديد من البلدان أعربت عن دعمها للمغرب، وكثير منها لديه شركات تأسست في المنطقة وتستغل مواردها، بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وألمانيا”. وفي الوقت نفسه، تؤكد القناة أن “إسبانيا أيدت خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، مقابل زيادة سيطرة الرباط واحتجاز المهاجرين الذين يسعون إلى الوصول إلى إسبانيا عبر مدينتي سبتة ومليلية”.

 

كما تزعم القناة أيضا في روايتها أن “المغرب سمح لآلاف المهاجرين بالدخول في غضون أيام قليلة، استجابة للإذن الذي منحته مدريد لرئيس البوليساريو، إبراهيم غالي، للاستفادة من المساعدة الطبية على أراضيها”. حيث توصلت القناة إلى استنتاج مفاده أن “هذا السيناريو، الذي يفسر معاناة السكان الصحراويين، يراعي ويحفظ في المقابل المصالح الدولية” لدرجة أن ” بعثة المينورسو أصبحت تراقب الصراع فقط، دون التدخل”.

 

وتعليقا على الموضوع، محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إنه “على غرار بروباغاند الأنظمة الشمولية، فإن الإعلام الفرنسي يعادي المغرب ويروج للدعاية الانفصالية في الصحراء، مضيفا أنه في إهمال لأبسط قواعد الحياد الصحفي، قناة “فرانس 24″ تتبنى الأطروحة الانفصالية، معززة بأحكام جاهزة ضد المغرب، في تغييب تام لموقف الرباط الرسمي وللطرح الوحدوي.

 

وأضاف عبد الفتاح في تعليقه لموقع ” الأيام 24 ” الإلكتروني، أنه ففي معرض تناولها لملف الصحراء، بثت النسخة الإسبانية للقناة الفرنسية، برنامجا على شاكلة الدعاية السياسية التحريضية التي يعكف عليها أعداء المغرب وخصوم وحدته الترابية.  مضيفا أنه في سردها المتحيز لصالح الأطروحة الانفصالية، تورد ”France24” في نسختها المخصصة أساسا لجمهور أمريكا اللاتينية أن هذا الصراع يسلط الضوء على ما تصفه بـ”استغلال موارد المنطقة من قبل المغرب”.

 

وأشار المتحدث نفسه، إلى أن البرنامج ينقل عن “البوليساريو” أنها تدين استغلال المغرب لهذه الثروات عن طريق شراكات اجنبية من أجل تمويل ما تصفه ب “احتلاله للصحراء” بحسب زعم القناة في تحيز واضح للجبهة الانفصالية.

 

كما تساءل عبد الفتاح عن التوجه الدعائي المعادي للرباط من طرف “فرنسا 24″، وعن “تعنت فرنسي إزاء حالة الفتور التي تنتاب العلاقات المغربية الفرنسية”، مضيفا “أم أنها مجرد دوائر ضيقة داخل القرار الفرنسي تحاول ابتزاز المغرب وعرقلة انفتاحه على الشركاء الآخرين من القوى الدولية الوازنة، التي تتوجس باريس من حضورها في العمق الافريقي، كما تتوجس من أدوار المغرب المتصاعدة في مجال يعتبره الفرنسيون خاصا بنفوذهم”.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. يجب معاملتهم بالمثل
    السن بالسن والبادئ أظلم

  2. عبدالعالي

    أقل ما يجب فعله بخصوص هذه القناة التي لا تتردد في معاكسة مصالح بلادنا، هو إغلاق مكتبها بالرباط، إن كان لها مكتب، ونشر بيان يعلل إغلاق القناة بكونها تعمل على التطبيع مع الإرهاب (حوار مع إرهابي معروف) ودعم الانفصال والعمل على زعزعة استقرار المنطقة بما فيها استقرار أوربا.

اترك تعليق