سحب واعتراف .. هل للجزائر والمليار دولار علاقة بموقف كينيا من قضية الصحراء المغربية ؟

أدت سلوكيات رئيس كينيا وليام روتو، المتعلقة بالعلاقات مع المغرب إلى طرح عدة أسئلة حول مصير هذه العلاقة في ظل تذبذب مواقف بلاده المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، وهل تتدخل الجزائر في الملف، حيث أعلن روتو عن قطع بلاه علاقاتها مع البوليساريو، غير أن هذا الأمر لم يدم طويل بالنظر لاستقبال الرئيس الكيني لـ”ممثلها الجديد” في بلاده.

 

وأستقبل هذا الأسبوع روتو، ” سفير الجمهورية الديموقراطية العربية الصحراوية، على محمد ليمام”. بعدما أكد عن إلغاء كينيا اعترافها بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، وسوف تتّخذ الإجراءات اللازمة للحد من وجود هذا الكيان على أراضيها”.

وتعليقا على الموضوع، قال عبد الواحد أولاد مولود، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن كينيا ليس لها موقف محدد اتجاه قضية الصحراء المغربية، مضيفا أنها تدور في فلك الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو، كما ” أنها من الدول التي ليس لها موقف واضح حول الاعتراف بالجبهة، مشيرا إلى أنه خلال هذه السنة تقوم كينيا ثارة بتبني موقف يتمثل في تأييد الوحدة الترابية للمغرب وعدم الاعتراف بجبهة البوليساريو ولكن سرعان ما يتم التراجع على هذا الموقف”.

 

وأشار أولاد مولود في حديثه لموقع الأيام 24، أن الملاحظ هو ” أنه بعد انتخاب رئيس كينيا قام بتبني موقف وسرعان ما تراجع عنه”، كاشفا أن عمق السلطة في كينيا لها نوع من التأييد لجبهة البوليساريو”، غير أن “هذه التصرفات من كينيا سيتم فهمها مستقبلا، نظرا لكون الأمر مقعدا”.

 

وأكد المتحدث نفسه، أن “الضغطات الجزائرية وتصرفاتها وإغراءاتها تحول دون اتخاذ وتبني موقف واضح من كينيا اتجاه الصحراء، مضيفا “هذا ما يؤكد أن الجزائر لا يمكن لها أن تتساهل مع خسارة حليف طالما دعم أطروحتها الانفصالية، حيث أن خسارة كينيا ستجد نفسها مع جنوب إفريقيا فقط وبالتالي كينيا من الدول الوازنة في القارة حتى على مستوى الاتحاد الافريقي وهو ما يجعلها دولة فاعلة”.

 

وحول وضع الجزائر مبلغ مليار دولا “من أجل دعم التنمية في إفريقيا”، أكد أولاد مولود أن “الجزائر تعمل ما بوسعها من أجل مثل هذه المواقف”، مؤكدا أن الضغوطات واللعبة الجزائرية مستمرة في مثل هذه المواقف ليس مع كينيا فقط بل العديد من الدول الافريقية، مبرزا “أن الدول التي ليست مستعدة لخسارة علاقاتها مع المغرب لها تطلعات على المستوى المستقبلي، لا تكترث ولا ترضخ للإغراءات الجزائرية”.

 

وأشار الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش إلى أنه “نحن أمام تغير المعادلة على مستوى الوحدة الترابية بعد أن كانت المواقف يمكن تسميتها “مواقف متطرفة” اتجاه الوحدة الترابية للمغرب، أصبحنا نلاحظ نوع من الليونة على مستوى الدول الافريقية فحتى مثل هذه التذبذبات يمكن أن تكون في صالح المغرب مستقبلا”.

 

وكان ئيس كينيا الجديد وليام روتو، قد ظهر رفقة رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، وذلك ضمن مشاركة لهما في إطار” قمة دكار 2 المنعقدة من25 إلى 27 يناير 2023 بدكار، تحت شعار “إطعام إفريقيا: السيادة الغذائية والقدرة على الصمود”.

وقال روتو في تغريدة له بحسابه بـ”توتير”، إن “كينيا والمملكة المغربية تتمتعان بعلاقات اقتصادية عميقة الجذور خاصة في مجالات التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة. مضيفا “نلتزم بتسريع وتعزيز علاقاتنا الاستراتيجية من أجل المنفعة المشتركة لمواطني البلدين”.

 

وكان لقاء أخنوش وروتو، عقب تغريدة له سابقة على حسابه بموقع “توتير” بعد انتخابه رئيسا لكينا، تفيد أن بلاده قررت إلغاء اعترافها بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، وتتّخذ الإجراءات اللازمة للحد من وجود هذا الكيان على أراضيها”، وذلك إثر استقباله وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

 

لكن حساب الرئيس الكيني سحب التغريدة في وقت لاحق محتفظا بتغريدتين أخريين تشيران إلى أن الرباط ونيروبي اتفقتا على تعزيز العلاقات الثنائية “بما في ذلك في ميادين التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة”، وأن “كينيا تدعم إطار الأمم المتحدة بوصفه الآلية الحصرية لإيجاد حل دائم للخلاف” حول الصحراء.

 

وقد شكلت تغريدة روتو انتكاسة لجبهة “البورليساريو” التي تطالب باستقلال الصحراء، وما زاد من الوقع المفاجئ لقرار إلغاء الاعتراف بالكيان الصحراوي أنه أتى بعد أقل من 24 ساعة على تنصيب روتو في حفل أقيم في نيروبي وحضره زعيم جبهة “البوليساريو” ابراهيم غالي.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. عبدالسلام

    من فضلكم ” ثارتا ” تكتب هكذا ” ثارة ” المرجو التقدقيق واحترام لغة القرءان.

اترك تعليق