عكس فرنسا.. المغرب وإسبانيا سيستغلنا فترة رئاسة الأخيرة للاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون

ذكرت وسائل إعلام في الجارة الشمالية، أن الاتفاق الإسباني المغربي الجديد الذي اختتمه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في الرباط، رفقة نظيره المغربي، عزيز أخنوش، سيتجاوز حدود البلدين.

 

حيث أوضحت صحيفة ” 20minutos“، أن إسبانيا “تُريد في الواقع أن يكون المغرب بابها إلى السوق الأفريقية، مع الكثير من التوسع؛ في حين يرغب ولمغرب أن تعيد إسبانيا “تعميق العلاقة الاستراتيجية” التي تربطها بالاتحاد الأوروبي.

 

وأوضحت الصحيفة “أنه للقيام بذلك، ستستغل إسبانيا الرئاسة الأوروبية الدورية، على الرغم من “الانتقادات التي قدمها البرلمان الأوروبي إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وذلك في شكل تصويت، حيث انتقد وضع حرية الصحافة في الدولة. ومؤامرة الرشوة المزعومة لكسب النفوذ في بروكسل.

 

وكان المغرب قد نوه في ختام الاجتماع رفيع المستوى مع إسبانيا مطلع فبراير الجاري بالرباط، بالإشعاع الدولي متعدد الأبعاد لإسبانيا، وبإسهاماتها المتعددة من أجل الاستقرار والسلام والتنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي. مؤكدا على الأهمية التي يوليها للرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من السنة الجارية 2023، ولا سيما لتعميق علاقات المغرب المتميزة مع الاتحاد الأوروبي ولتعزيز العلاقات الأورو-متوسطية، والأوروبية العربية، والأوروبية الإفريقية.

 

أستاذ العلاقات الدولية، بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، محمد الغلبوزي، قال إن المغرب سيستفيد من رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي، بحيث ستكون له أثار إيجابية على مستوى العلاقات بين المغرب وإسبانيا من جهة وبين المغرب والإتحاد من جهة ثانية، مستدركا أن هناك إشكالا يتعلق بالتوترات الأخيرة والتي يجب تصفيتها “كالتوصية الصادرة عن البرلمان الأوروبي، والتحقيق في وجود شبهات فساد لدى بعض البرلمانيين الأوروبيين، وملف برنامج التجسس بيغاسوس”.

 

وأضاف الغلبوزي في تصريح لموقع “الأيام 24″، أنه كيفا كان الحال بالنسبة للعلاقات المغربية الاسبانية، سيكون له تأثير إيجابي، لافتا إلى قرب تنظيم الانتخابات التشريعية بإسبانيا والتي قدت تحدث تغيير في الخريطة السياسية وذلك قد يؤثر نوعا ما بالنظر لاختلاف رؤية الأحزاب السياسية الإسبانية كنظرة الحزب الاشتراكي أو العمالي أو الشعبي وباقي الأحزاب الأخرى.

 

وأكد المهتم بالشأن الإسباني، أنه في آخر المطاف فإن السياسية الخارجية الإسبانية اتجاه المغرب تحكمها المصالح المتبادلة وما يسمى بالنظرية الواقعية في العلاقات الدبلوماسية، مؤكدا من جهة أخرى أن الإتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يستغني عن المغرب بالنظر إلى العديد من أوراق القوة التي تمتلكها المملكة اتجاه الإتحاد.

 

وأوضح المتحدث نفسه، أن من بين أهم هذه الأوراق، ملف الهجرة الذي يعتبر أحد أهم الملفات التي تستأثر باهتمام الاتحاد الأوروبي والتي يلعب فيها المغرب دورا محورا بالنظر لكونه منطقة عبور للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء كما أنه يشكل منطقة استقرار في نفس الآن.

 

وأضاف الغلبوزي أن التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب والتي يُعتبر فيها المغرب شريك أساسي وجد مهم بالنسبة لدول الإتحاد الأوروبي، بحيث ساهمت المعلومات الأمنية التي قدمتها المملكة في تجنيب مجموعة من الدول في القارة الأوروبية لوليات الهجمات الإرهابية والخسائر البشرية والمادية التي يمكن أن تخلفها.

 

كما يوجد بين المغرب والإتحاد الأوروبي الشراكة الاستراتيجية والمتمثلة في “وضع الشريك المتقدم” وهي أول دولة تحصل على هذه الصفة من خارج دول الإتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التوقيع مؤخرا على الشراكة الخضراء بين الاتحاد والمغرب، لافتا إلى وجود تعاون اقتصادي كبير بين ضفتي المتوسط عبر المغرب والإتحاد الأوروبي.

 

من جهة أخرى، أبرز الصحيفة الإسبانية، أن سانشيز سلط الضوء أيضًا على ذلك في الاجتماع العام الذي جمع نصف الحكومة الإسبانية وأيضا المغربية، بحيث “تميز المغرب بمكانته المتقدمة في الاتحاد الأوروبي، وفي هذا السياق تتيح الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي هذا العام فرصة للقيام بقفزة نوعية. ونشجع المغرب على القيام بذلك وعرضه. للتعاون بقدر ما نستطيع “، بحسب سانشيز الذي أعلن أن إسبانيا تريد” تقديم محتوى ملموس “لـ” رسالتها المتمثلة في أن تكون الجسر بين أوروبا وأفريقيا “.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق