التوتر الجزائري-المغربي..من السياسة وحروب الدبلوماسية إلى معترك الرياضة

العلاقات المغربية الجزائرية

المغرب يتشبث بحقه في عبور أجواء الجزائر عبر طائرة خاصة للخطوط الملكية، وما قوبل بالرفض الجزائري، التي ترى أن إغلاق الأجواء الجوية أمام المغرب قرارا سياديا يتجاوز حدود الكرة والرياضة، ومفتاح حلّه في يد الساسة والجنرلات..بين المطلب المغربي والرفض الجزائري، انتهت الجامعة إلى إعلان عدم سفر بعثة المنتخب المغربي، ولعب كأس أمم إفريقيا للمحليين المنظمة بالجزائر.

 

قرار متوقع لم يتفاجئ به الرأي العام، على اعتبار أن المغرب ربط صراحة مشاركته في التظاهرة الرياضة بقبول شرطه من طرف الجزائر التي تلقت الخطاب الرسمي من الوسيط الإتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” الذي وقف عاجزا مكبّل الأيدي أمام مشكلة رياضية بلبوس السياسة، ولم يتمكن من الضغط على الدولة الجزائرية بسبب المعرفة المسبقة للجزائر بأن رفضها للشرط المغربي لن يترك آثار عقوبات، لأن المسابقة الرياضية من أصلها لا تندرج ضمن أجندة الاتحاد الدولي “فيفا”.

 

هذا القرار المغربي بعدم السفر والمشاركة في كأس إفريقيا للمحليين، وجدله سيطرح بحدة مرة أخرى في الأسابيع المقبلة، حيث ستحتضن الجزائر كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، المؤهلة إلى كأس العالم. وهنا سيجدد المغرب مطلبه بعبور الأجواء الجزائرية بطائرة مغربية وبخط مباشر، وهو ما سيضع الجزائر في ورطة ليس مع الكاف، ولكن مع “الفيفا” التي تنص لوائحها المنظمة إلى عدم الخبط بين السياسية والرياضة.

 

التوتر الجزائري المغربي وتصريف الأزمة عبر القنوات الرياضية، لوحظ من فترة ليست بالقصيرة، إذ ثمة رأي يرى أن وصول التوتر إلى حقل الرياضة هو أمر طبيعي، فالخلاف السياسي يمتد إلى كل الحقول بما في ذلك حقل الرياضة، والرهان على القاعدة الشعبية هو جزء في إدارة التوتر.

 

وتشير المعطيات بأن تصريف التوتر بين البلدين في حقل الرياضة، سيمتد أكثر ويمكن أن يأخذ مدى أبعد من ذلك، إذا لم يتم قبول ملف الجزائر لتنظيم “كان” 2025، ورجح ملف من ملفات الدول الخمس المنافسة، إذ من المرجح أن تستمر النخب الجزائرية، بما في ذلك السياسية منها، في تبني أطروحة المؤامرة، لاسيما وأن هناك تحشيدا إعلاميا يعم كل البلاتوهات الرسمية والخاصة، يحاول تعميم القناعة بأن ملف الجزائر هو الأفضل، وأنها تمتلك المؤهلات اللوجستية التي تعادل مؤهلات المغرب أو تفوقها، وأن نقطة ضعفها الوحيدة، حسب ما تروج له هذه النخب هو غيابها عن التأثير في بنيات وهيئات الاتحادات الإفريقية و الدولية لكرة القدم.

 

يرى مراقبون أن الرياضة ساهمت في الماضي، وحتى خلال الحرب الباردة، في التقريب بين الشعوب، لكن الخطوات الممنهجة للنظام الجزائري تسهم في الرفع من خطاب الكراهية الذي يسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتتحول المناسبات الرياضية من ميل إلى الود وإلى السلم والتعايش إلى التضاد والتصعيد، مما يُصعّب من مهام التعويل على مثل هذه المناسبات العابرة لحلحة الأزمة، المستمرة بين المغرب والجزائر.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق