محمد أوزين.. زعيم السنبلة الجديد الذي أسقطته “الكرّاطة” وعاد من باب المعارضة

محمد أوزين

حمزة فاوزي

يتميز المغرب في مناخه السياسي بوجود “ظواهر” شكلت عمود الممارسة السياسية سواء من خلال مواقفها المثيرة للجدل أو الفضائح السياسية التي تتبعها، لتخلق بذلك إيديولوجيات وتسميات جديدة، تجسدت في أذهان المغاربة لوقت طويل، وأصبحت مرجعا لتصفية الحسابات بين الخصوم السياسية، خاصة داخل قبة البرلمان، ويعد “أوزين” أحد الظواهر السياسية التي أفرزت مفاهيم سياسية جديدة، فقد كانت فترته بوزارة الشباب والرياضة سنة 2012، محطة سياسية سترسم له لقبا لن يفارقه إلى اليوم وهو ” وزير الكراطة”، غير أن الحديث عن هاته الفضيحة السياسية يستوجب استحضار محطات الظاهرة السياسية والزعيم الجديد لحزب السنبلة ” محمد أوزين”.

 

المسار الأكاديمي والسياسي

 

يعد محمد أوزين الحاصل على دكتوراه في “سوسيولوجيا اللغات”، أحد أهم الطاقات المغربية التي جمعت بين تكوين وطني ودولي، وسعت إلى تقديمه لوطنها الأم المغرب، بدءا بمنصب مستشار تقني بوزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري بين سنتي 2002و 2007، ثم رئيسا للمجلس القروي لواد إفران سنة 2007، ثم بعدها وزيرا للشباب والرياضة سنة 2012، عن حزب الحركة الشعبية، في حكومة عبد الإله بن كيران، وهي الفترة التي سيطبع فيها أوزين فضيحة سياسية مدوية تزامنت مع حدث رياضي عالمي استضافه المغرب وهو كأس العالم للأندية.

 

الوزير “مول الكراطة”

 

في جو ممطر بمدينة الرباط المغربية، اتجهت أنظار العالم وأزيد من 60 قناة تلفزية حول العالم، للمبارة نصف النهائي بين فريق كروز أزول المكسيكي ونادي ويستيرن سيدني الأسترالي برسم منافسات كأس العالم للأندية سنة 2013، وعند انطلاق صافرة الحكم وجد لاعبي الفريقين نفسهم وسط “مسبح كرة قدم”، إذ شكلت أرضية الملعب الرديئة صعوبة كبيرة لاستكمال اللاعبين للمباراة بشكل طبيعي بسبب الأمطار الغزيرة التي غمرت الملعب، وشكلت الصور المتداولة للملعب في الصحف العالمية، مصدر إحراج غير مسبوق لدى المغاربة وخاصة لدى الوزير الشاب محمد أوزين الذي اعترف بوجود خلل في تقنية تجفيف المياه بملعب مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط، إذ قال وزير الشباب والرياضة المغربي، في تصريح لوسائل إعلام مغربية ، إن التحقيقات الأولية التي باشرتها كل من وزارات الداخلية والاقتصاد والمالية والشباب والرياضة، قد كشفت عن “وجود غش في تقنية تجفيف المياه التي اعتمدتها الشركة المكلفة بمهمة صيانة المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط”، مضيفاً أن القطاعات الحكومية المكلفة “ستواصل تحقيقاتها بكل حيادية ونزاهة”.

ووجد أوزين نفسه بلقب جديد أصبح وقتها حديث الساعة بمواقع التواصل الاجتماعية وهو ” مول الكراطة”، الاخير الذي بدأ وسما يطبع وجهه كلما ظهر للعامة، فلحدود الساعة لم يسلم أوزين من هذا اللقب ومن تبعات هاته الفضيحة المدوية، فقد صوب النائب البامي المستقيل و المجمدة عضويته، هشام المهاجري، سهام لقب ” الكراطة” لخصمه أوزين خلال مناوشة لفظية بينهما بالبرلمان.

 

معارض مشاكس

 

وبعيدا عن لقب ” مول الكراطة” الذي كلف أوزين منصبه بحكومة بن كيران، عاد ليخلق الجدل من جديد بمعارضته القوية والشديدة للحكومة الحالية، كنائب برلماني عن حزب الحركة الشعبية المعارض، فقد شكلت مداخلاته موضع جدل دائم، فقد عمد بشكل كبير لاستفزاز حكومة عزيز أخنوش في عديد من الجلسات، أبرزها اتهاماته للحكومة بزيادة في أسعار الأضاحي وهو ما رد عليه أخنوش بالنفي متهما الحركة الشعبية بمسؤولية تدهور قطاع التعليم، وكذا انتقاده بشكل كبير لمشروع قانون المالية لسنة 2023 في مداخلة وصفت بـ”النارية” أمام أنظار أخنوش.

 

وهناك من يرى أن أوزين كان يضع مداخلاته القوية، كطريق “معبد” نحو إعادة الاعتبار لاسمه بعد فضيحة ” الكراطة” وكذا لتزعم حزب السنبلة، وهو ما تحقق له، إذ تم انتخابه على رأس الحزب خلفا لمحند العنصر الذي حكم الحزب أمثر من 30 سنة، ويترقب المشهد السياسي ما ستفرز مرحلة أوزين القادمة، وهل سيعيد اسم ومكانة حزب السنبلة الذي بقي أداءه متواضعا وخارج الكعكة الحكومية ؟، وهل سينجح أوزين في إقناع المغاربة في الانتخابات القادمة ؟، هي أسئلة سيفرج عن أجوبته الزمن السياسي القادم.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. مصطفى

    زعماء اخر زمان، واحزاب متهالكة……لا حول ولا قوة الا بالله

اترك تعليق