مونديال 2022: أرقام قياسية في انتظار ميسي وكريستيانو خلال المشاركة الخامسة لهما

"من الأفضل ليونيل ميسي أم كريستيانو رونالدو؟" نقاش يتجدد مع استعداد النجمين لخامس مشاركة لهما في نهائيات كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر، اعتبارا من 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. يخوض ميسي، 35 عاما، المونديال الخامس له مع الأرجنتين سعيا لرفع الكأس للمرة الأولى في مسيرته، والثالثة في تاريخ منتخب "راقصي التانغو" بعد لقبي 1978 و1986. كما يطمح كريستيانو، 37 عاما، في قيادة منتخب البرتغال للتتويج بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، فعلى مدار سبع مشاركات سابقة لهذا المنتخب الأوروبي في البطولة كانت أفضل نتيجة حققها المركز الثالث عام 1966.

البداية لكريستيانو وميسي في مونديال 2006

خاض ميسي أول مونديال له في 2006 وهو في الـ19 من عمره، حينها أُخرج "راقصو التانغو" من البطولة في الدور ربع النهائي على يد ألمانيا بركلات الترجيح. ويعد المنتخب الألماني بمثابة عقدة لميسي ولمنتخب بلاده في نهائيات كأس العالم، ففي 2010 نجح منتخب "المانشافت" في إقصاء الأرجنتين من الدور ربع النهائي أيضا بالفوز عليه برباعية بيضاء. وفي نسخة 2014 اقترب ميسي أكثر من أي وقت مضى من التتويج باللقب، ولكن الأرجنتين واجهت ألمانيا مجددا هذه المرة في المباراة النهائية لتخسر مجددا بهدف دون رد. وشهد مونديال 2018 في روسيا خروج الأرجنتين من دور الستة عشر، بعد أن فاز عليه المنتخب الفرنسي بأربعة أهداف لثلاثة. أما كريستيانو فشارك أيضا في أول مونديال له في نسخة 2006، وحصل منتخب البرتغال حينها على المركز الرابع، بعد هزيمته أمام ألمانيا بثلاثة أهداف لهدف. وفي 2010 ودّع كريستيانو ورفاقه من دور الستة عشر بالخسارة أمام إسبانيا بهدف دون مقابل.
ليونيل ميسي بقميص الأرجنتين
Getty Images
يسعى ميسي لتخطي دييغو أرماندو مارادونا الذي خاض 21 مباراة مع "راقصي التانغو" في أربع نسخ من كأس العالم
في النسخة التالية عام 2014 بالبرازيل، خرجت البرتغال من دور المجموعات بعد الهزيمة أمام ألمانيا برباعية بيضاء في المباراة الافتتاحية ثم تعادلت أمام الولايات المتحدة بهدفين لكل منهما، وأخيرا الفوز على غانا بهدفين لهدف سجل كريستيانو أحدهما. وفي 2018 ودّع "الدون" ورفاقه البطولة من دور الستة عشر.

"الرقصة الأخيرة" لميسي.. فماذا عن كريستيانو؟

أعلن ميسي أن مونديال قطر سيكون الأخير في مسيرته، في حين أن كريستيانو لم يتطرق مطلقا لمسألة المونديال الأخير، بل إنه أكد سعيه للمشاركة مع البرتغال في بطولة أمم أوروبا المقبلة "يورو 2024". ويرى المحلل براديو "ماركا" الإسباني دابيد سانتشيث أن مونديال قطر سيكون الأخير لميسي وأيضا لكريستيانو، موضحا أن "كل منهما يخوض البطولة بأهداف مختلفة، والاثنان يتميزان بعقلية الفوز ولكن قوة الأرجنتين تختلف عن قوة البرتغال". وأضاف سانتشيث في تصريحات لبي بي سي عربي "أشعر أن هدف كريستيانو هو أن ينهي مسيرته بأفضل شكل بعد هذا الموسم المتعثر في مانشستر يونايتد، في حين أن ليو ميسي يفكر فقط في التتويج بالمونديال. حلم ميسي منذ أن بدأ اللعب في برشلونة هو الفوز بالألقاب الكبرى مع الأرجنتين بالإضافة إلى التتويج بالدوري المحلي مع فريقه وبدوري أبطال أوروبا". وتمثل الأرجنتين أحد المنتخبات المرشحة بقوة للتويج باللقب، في حين يعتقد سانتشيث أن "حظوظ البرتغال في رفع الكأس أقل منها".
كريستيانو رونالدو
Getty Images
كريستيانو سيحاول كعادته تحويل الانتقادات إلى دافع أكبر لتحقيق الإنجازات
واستبعد سانتشيث أن يجمع نهائي مونديال قطر بين الأرجنتين والبرتغال بسبب وجود منتخبات أخرى أقوى من "الملاحين" ستنافس على بلوغ النهائي، ولكنه أكد أنه بالنسبة لعشاق اللعبة "سيكون من الرائع أن يجمع النهائي بينهما، سيكون بمثابة نهائي الأحلام لكل من عايش عن قرب فترة ليو ميسي وكريستيانو خلال آخر 15 عاما".

أرقام قياسية تنتظر كريستيانو وميسي في قطر

على مدار أربع مشاركات لكريستيانو رونالدو في كأس العالم خاض اللاعب 17 مباراة وأحرز سبعة أهداف، وفي قطر سيسعى لتحقيق إنجاز لم يشهده المونديال من قبل وهو إحراز الأهداف في خمس نسخ مختلفة من البطولة. أما ميسي فيسعى لتخطي الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا الذي خاض 21 مباراة مع "راقصي التانغو" في أربع نسخ من كأس العالم، في حين أن ميسي شارك في 19 مباراة أحرز خلالها 6 أهداف. ويسعى ميسي لتحقيق هدف آخر وهو تخطي إنجاز اللاعب الألماني السابق لوثار ماتيوس، صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات بنهائيات كأس العالم، بإجمالي 25 مباراة في خمس نسخ.

بداية متألقة لميسي في مقابل خيبة أمل لكريستيانو

ومنذ بداية الموسم الكروي الحالي يتألق ميسي برفقة فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي في حين يعاني كريستيانو من خيبة أمل مع فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعدما غاب عن الموسم التحضيري للفريق بسبب رغبته في الرحيل على أمل الانضمام لناد يلعب في دوري أبطال أوروبا، لأن "الشياطين الحمر" يشاركون في الدوري الأوروبي هذا الموسم. ويقول المحلل الرياضي وليد الحديدي "بداية ميسي للموسم أكثر تألقا، فالنجم الأرجنتيني استعاد شغفه مع باريس سان جيرمان هذا الموسم، بعد الظهور الباهت له في الموسم الماضي مع الفريق الباريسي".
كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي
Getty Images
تهيمن ثنائية ميسي ورونالدو على كرة القدم منذ أكثر من 10 سنوات
وأشار الحديدي "تبدو الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لكريستيانو، فهو كان يرغب في الرحيل عن مان يونايتد لكنه لم يتمكن من ذلك، علاقته مع مدرب الشياطين الحمر إريك تين هاغ ليست على أفضل حال، فهناك تقارير صحفية تشير إلى أن إدارة النادي الإنجليزي أعطت الضوء الأخضر لكريستيانو للرحيل في موسم الانتقالات الشتوية المقبل". وعلى الرغم من أن كريستيانو لا يعيش أفضل أحواله في الوقت الحالي، إلا "أننا اعتدنا من هذا اللاعب على تقديم كل شيء خارج التوقعات والفوز بالتحديات"، وفقا للحديدي. كما أوضح أن "التحدي الأبرز لميسي وكريستيانو هو التتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى لأي منهما، هذا اللقب سيعطي أفضلية تاريخية لمن يفوز به منهما". ورغم أن الأمور تبدو أفضل لميسي إلا أن كريستيانو سيحاول كعادته تحويل الانتقادات إلى دافع أكبر لتحقيق الإنجازات، فمثلما يقول أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه "كلما كان الأمر أكثر صعوبة، تزداد السعادة بالانتصار".

شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.