شدد محمد صلو، عضو لجنة دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح برسم الدورة الأولى لسنة 2022، على أن اللجنة التي ترأسها المسرحي عبدالرحمن بنزيدان وضمت في عضويتها عددا من الوجوه والفاعلين في مجال المسرح، على أنها عملت باستقلالية تامة عن وزارة الثقافة والشباب والتواصل، مشيرا إلى أن مديرية الفنون التابعة للوزارة اعتمدت النتائج التي أعلنتها اللجنة دون أية ملاحظة. وأكد صلو في حديثه مع “الأيام” على أن اللجنة وضعت مجموعة من المعايير من ا<ل اختيار الاعمال الفائزة بالدعم المادي وساء تعلق الامر بالإنتاج أو الترويج، مشيرا إلى أنه تم العمل ما أمكن على تنزيل العدالة المجالية واللغوية في تحديد الأعمال الفائزة بالدعم.
ما هي الآليات التي اعتمدتها لجنة اختيار المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح لاختيار الفائزين بهذا الدعم برسم عام 2022؟
أولا كان هناك دفتر تحملات نشرته الوزارة على موقعها والذي يحدد مجموعة من الشروط والآليات وكان بمثابة خارطة طريق بالنسبة للجنة الدعم التي تعتمدها في دراسة الملفات وفي نظري فإن هذا دفتر التحملات هدفه الأساسي هو تطوير المقاولة الثقافية حتى تكون قائمة على أسس إدارية وقانونية، فمثلا كل مقاولة يجب أن تكون وضعيتها سليمة اتجاه المشغل مثل توفرها على رقم التسجيل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووضعيتها سليمة اتجاه الصندوق، وتؤدي ضرائبها مثل أي مقاولة أخرى تستفيد من الصفقات العمومية وهذه كانت تعابير أساسية بالإضافة إلى أنه بالنسبة للفرق المسرحية والمقاولات الثقافية كان عليها تقديم مجموعة من الوثائق مثل القانون الأساسي والعقود القبلية مع الشركاء ثم كانت هناك شروط على المستوى الفني كما كانت هناك مقاييس اعتمدتها اللجنة التي ترأسها المسرحي عبدالرحمن بنزيدان وضمت كلا من: الزهراء براهيم، فاطمة الجبيع، رفيقة بنميمون، ثريا العلوي، أسماء لقماني، ادريس الادريسي ،عبد الحق الزروالي، محمد بنحساين، وسيدي رضوان الشرقاوي، وعبد ربه، وكلهم من الخبراء في مجال المسرح المعروفين ولهم باع في المجال سواء من حيث التكوين أو من حيث الممارسة اليومية وهؤلاء الزملاء كانوا يدرسون كلجنة الجوانب الفنية المعتمدة.
صحيح أن المقاييس الفنية لن تكون موضوعية مائة في المائة لأن فيها نوع من الذاتية لكن تكوين اللجنة من مختلف المدارس المسرحية الموجودة في المغرب وفر للجنة أعلى نسب الموضوعية في تقييم الملفات المرشحة للدعم.
وهل كان هناك توجيه من الوزارة أو إدارة الفنون بخصوص بعض الملفات بعينها؟
بكل صدق، نحن عملنا كلجنة في استقلالية تامة عن وزارة الثقافة والشباب والتواصل كما أن مديرية الفنون لم يسبق لها أن تدخلت في عملنا طوال المدة التي كنا ندرس فيها الملفات، كما أن اختياراتنا لم تكن محل أي نقد أو ملاحظات فيما بعد وتم اعتمادها كما تم تقديمها من طرف اللجنة.
كيف تم التعامل مع عدد الطلبات الكبير والذي فاق 300 طلب؟
بالنسبة لي تجربتي حديثة في مجال الدعم المسرحي، ولكن هذه اللجنة قامت بعمل مهم وكامت تجتمع 3 مرات في الأسبوع لمدة فاقت ثلاثة أشهر لدراسة 332 ملف ولم يكن سهلا دراستها كلها وقراءة النصوص المرشحة للدعم وكنا في البداية نقوم بفحص الملف الإداري ثم دراسة المشروع الفني ثم يتم ترتيب الاعمال من ألف إلى ياء بناء على أهميتها والهدف من ذلك هو ترقية الاعمال المسرحية لتكون في المستوى حيث أن الدعم المسرحي ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة لتقوية حضور المقاولات الثقافية والمسرحية واللجنة عندها هَم في المغرب هو يجب أن تكون هناك مجموعة من الفرق المحترفة التي يجب أن لا تعول مستقبلا على الدعم ويجب تأهيلها من أجل الاعتماد على ذاتها وعلى دعم شركاء آخرين من خلال بيع التذاكر والعروض والدعم هو وسيلة لتأهيل المقاولة المسرحية ومن بين المبادئ التي اعتمدتها هو تشجيع المقاولات القوية من الناحية الفنية ولها حضور وتعتمد على مهنيين في جميع المجالات سواء تعلق الأمر بالسينوغرافيا، أو الإخراج والتمثيل، ويجب تشجيعها بأكبر قدر من مبلغ المدعم في أفق أن تصبح هذه المقاولة قادرة على تمويل ذاتها، ولن تحتاج إلى دعم الدولة خاصة وأن مبلغ الدعم ليس كبيرا ولم يتم توزيعه بالتساوي ولكن يجب أن يعطينا مجموعة من الأعمال المسرحية التي تقدم الفرجة للمغاربة وتكون في نفس الوقت متميزة.
ماذا عن لغة الأعمال المسرحية التي وقع عليها الاختيار؟
اللجنة اعتمدت العدالة المجالية في تدعيم الفرق بمختلف جهات المملكة ثم العدالة اللغوية وقلنا أنه يجب حضور جميع التعبيرات اللغوية المغربية المتوالدة سواء تعلق الأمر بالأمازيغية بمختلف روافدها واللغة العربية والدراجة وحتى الفرنسية، وحاولنا ما أمكن أن نحترم حضور كل الأقاليم رغم وجود تفاوتات من الناحية الفنية بين الجهات بحكم أن هناك جهات لها تقاليد عريقة في المسرح وأخرى لا تزال في البداية.
وكذلك حرصت اللجنة على حضور مسرح الطفل في هذه الملفات والمشاريع المدعمة ونحن نعرف أن مستقبل البلاد هم الأطفال وإذا أردنا تطوير الاعمال الفنية يجب الاهتمام بمسرح الطفل واللجنة سجلت، للأسف، ضعف الأعمال الموجهة للطفل في المشاريع المطروحة ومع ذلك فإنها عملت على أن يكون هناك دعم لبعض المشاريع كما تم تسجيل غياب مسرح الطفل الناطق بالأمازيغية والذي لم تنتبه له المؤسسات الطالبة للدعم لكن يمكن أيضا تسجيل صعود المسرح الناطق بالأمازيغية بمجموعة من المناطق خاصة في جهة طنجة تطوان الحسيمة التي كان فيها العمل ضعيفا، لكن هناك تطور مهم في مقابل تسجيل خفوت في المسرح الأمازيغي بجهة سوس – ماسة والتي كانت هي منبع الأعمال المسرحية والسينمائية الأمازيغية، ولكن اللجنة حرصت على حضور تعبيرات الأمازيغية في المشاريع المدعمة بالإضافة إلى المدارس التقليدية في الرباط والدار البيضاء.
وماذا عن التعبير الحساني والعبري، هل كانت هناك مشاريع تم دعمها؟
هناك حضور قوي للفرق المسرحية في العيون وكلميم وبالخصوص بالنسبة لمسرح الطفل وهذا كان حاضرا باللغة الحسانية وأيضا حضور المسرح باللغة الحسانية وكان لافتا سواء في كلميم أو أسا الزاك وهناك فرق تعمل ونتمنى لها التوفيق. واللجنة أخذت أهم وأفضل وأحسن الأعمال، لكن بخصوص العبرية، للأسف، لم نتلق أي مسرحية بهذه اللعة وأعتقد أنه في المستقبل يمكن أن نرى مثل هذه الأعمال خاصة وأنه إذا كان هناك جمهور سيسمع لها يجب الانتباه لذلك، كما تم الانتباه إلى مسرح الطفل بالأمازيغية ويجب على المقاولات المسرحية أن تنبه لهذه الجوانب.
لماذا لم يتجاوز سقف مبالغ الدعم 20 مليون سنتيم وهل تعتقدون انها كافية لإنجاز الاعمال المدعمة والتجاوب مع دفتر التحملات؟
اللجنة توقفت عند مبلغ الدعم ولكن للأسف المراسيم القانونية هي التي تحدد مبلغ الدعم وأنا معك أن 20 مليون لن تقدم مسرحية في المستوى لكن المراسيم كانت تحكمنا ونحن قدمنا توصية بضرورة مراجعة مبلغ الدعم والرفع من سقف الدعم.. صحيح أن اللجنة لها السلطة التقديرية لتقديم مبلغ الدعم للفرق المسرحية الذي لن يتجاوز 20 مليون سنتيم، لكن يجب أن لا تتجاوز هذا السقف وذلك حسب عدد المشاركين والممثلين وكذا تكلفة الإنتاج وأيضا التفاوت الفني الذي يتحكم في تحديد المبالغ المرصودة، فلا يمكن أن تمنح نفس الدعم لفرقة مسرحية لديها عدد أكبر من الممثلين والتقنيين، ومسرحية فيها عدد أقل، كذلك فإن طبيعة الأشخاص المشاركين مثل وجود نجوم معروفين في المسرح يتحكم في مبلغ الدعم، مقارنة مع مسرحية أخرى تضم فنانين هواة أو مبتدئين، وأكيد أن اللجنة تأخذ كل هذه الأشياء بعين الاعتبار وهذا ليس عيبا.
فقط لا بد أن أشير إلى أنه قبل التأشير على مبلغ الدعم من كرف اللجنة، كنا حريصين على قراءة كل الأعمال ووضع تقارير عن كل عمل قبل تحديد مبلغ الدعم وهذا من حسنات هذه اللجنة التي قامت بهذه الأعمال.
ماذا عن اختيار الأعمال التي ستستفيد من دعم الجولات المسرحية، وما هي المعايير التي تحكمت في هذا الأمر؟
بالنسبة لدعم الجولات كانت هناك مجموعة من الأعمال التي سبق إنتاجها واللجنة شاهدت جميع الأعمال المقدمة لهذا النوع من الدعم وفحص الملفات القانونية والإدارية لها قبل اتخاذ القرار في طبيعة الدعم الذي ستقدمه لها وكانت مشاهدة العروض المسرحية وتقييمها حسب السلطة التقديرية وأخذنا من هذه الاعمال 26 عملا والتي رأت اللجنة أن المشاهد المغربي يمكن أن يستفيد منها وتكون مهمة للترويج. وفي هذه الأعمال أيضا حضرت جميع المقاييس التي سبق أن قلناها سواء تعلق الامر بالعدالة المجالية أو اللغوية وتم أيضا اختيارها قدر الإمكان من جل الجهات.
كيف سيتم مراقبة توجيه الدعم نحو الاعمال التي فازت به وهل هناك آلية لمراقبة أوجه الصرف من طرف اللجنة؟
أولا، هناك مراقبة من الناحية الإدارية بمعنى أن المقاول الثقافية تقدم ملفات بعقود قبلية وبمشاركين وبأسماء وبعد استفادتها من الدعم وقبل التوقيع على عقد تسلمه يجب عليها تقديم العقود النهائية مع نفس الأشخاص والجهات التي سبق لها أن اقترحتها في ملف طلب الدعم، وفي حالة وجود اعتذار ما يجب على هذه المقاولة تقديم تفسير أو تنازل من الشخص الذي لم يستطع المشاركة في هذا العمل وخاصة طاقم العمل، وثانيا، اللجنة ستقوم بجولة لمشاهدة الأعمال لأنه لا يمكن الحصول على الدعم إلا بعد هذه المشاهدة واللجنة ستواصل عملها لدى جميع الفرق المسرحية وهل ستستجيب للمواصفات التي سبق تقديمها أم ستقدم شيئا آخر لا علاقة له بالمشروع الذي قدمته، وهذا نوع من الضمانة من أجل صرف الدعم المالي الذي هو مال عمومي واللجنة ستتنقل وطنيا وأينما كانت هناك فرقة مسرحية تلقت الدعم ستكون تحت مجهر المراقبة حتى الاستجابة لكل الالتزامات التي تعهدت بها.