العطش يتربص بسكان الدار البيضاء والمخزون المائي يكفي لأيام قليلة

ليست هذه المرة الأولى التي تبخل فيها السماء خلال الأعوام الأخيرة على المغرب، لكن الجفاف المسجل هذا العام يتميّز بتأثيره على التزوّد بماء الشرب في المجال الحضري، بينما كان تأثيره في الماضي يقتصر على توفير الماء الشروب في الأرياف ولسقي المزروعات..مؤشر مقلق ويرسم مستقبلا أسودا، عجّل بالبلاد إلى إعلان حالة الطوارئ المائية.

 

الدرالبيضاء كبرى حواضر المدن المغربية، بتعداد سكان يفوق الخمسة ملايين، تواجه اليوم الأسوأ، فالشركة صاحبة التدبير المفوض للماء والكهرباء “ليديك” راسلت مؤخرا عمدة المدينة نبيلة الرميلي، مؤكدة أنها قد تجد نفسها مضطرة إلى تحديد أوقات تزود البيضاويين بالماء، لا سيما في وقت تغيب فيه مبادرة حقيقية لمواجهة شبح العطش المتربص بالمدينة.

 

وحذرت الشركة في مراسلتها من الأزمة المائية في غضون الشهرين المقبلين، نتيجة تراجع مخزون الماء بالمدينة، وذلك في حال لم يتم تدارك الأمر في هذه المدة المتبقية.

 

من جهته، ذكرت تقارير عدة في الأعوام الأخيرة أن المغرب هو من بين البلدان المهددة بشحّ المياه بسبب التقلبات المناخية. وتراجعت حصة الفرد من المياه في المملكة من حوالى 2600 متر مكعب خلال الستينات إلى قرابة 606 أمتار حالياً، وهو المستوى القريب من معدل شحّ المياه المحدّد ب500 متر مكعب للفرد.

 

لكن التقلّبات المناخية ليست السبب الوحيد لهذه الأزمة. فقد أشار الوزير نزار بركة أيضاً إلى “ارتفاع الطلب على الماء”، و”الاستغلال المفرط للمياه الجوفية وتلوث الموارد المائية”.

 

وتعوّل المملكة على الخصوص على تحلية مياه البحر لتدارك العجز الكبير في المياه، سواء المخصّصة للزراعة أو الاستعمال الحضري. لكن مشاريع تحلية مياه البحر عرفت تأخراً في الإنجاز، بحسب ما أوضح وزير التجهيز والماء، ما يهدّد كبرى مدن المغرب، العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء التي يتوقّع أن تشهد عجزاً في تأمين حاجات سكانها من ماء الشرب في العام 2025.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق