المادة المظلمة: هل اقتربت البشرية من حل واحد من أكبر الألغاز في الكون ؟


رحلة طويلة
عالمة الفيزياء الجزيئية البريطانية، الدكتورة كلارا نيليست، عضوة مهمة بالفريق الذي يأمل في اكتشاف أسرار المادة المظلمة - ولكن الرحلة التي خاضتها حتى أصبحت من كبار العلماء في هذا المجال لم تكن سهلة. تقول نيليست: "لم يكن لدينا مدرس فيزياء في مدرستي". وقد أدى ذلك إلى أن اضطرت إلى الذهاب إلى مكان آخر لتحقيق حلمها في أن تصبح عالمة في الفيزياء. تضيف كلارا نيليست: "اضطررت إلى السفر مرتين في الأسبوع لكي أحضر دروس [الفيزياء] في مدرسة أخرى". بل وتعين عليها كذلك الخضوع لاختبار الفيزياء في مدرستها بمفردها قبل الالتحاق بالجامعة.


أفضل وأقوى
تقول كلارا إن "الأعوام القليلة الماضية كانت مثيرة للغاية، لأننا عكفنا على تحديث وإصلاح مُسرّع الجزيئات وتحسين التجارب التي نجريها على مصادم الهادرونات الكبير". التحديث الذي تم جعل الجهاز أكثر قوة، لكي يتأتى للمزيد من الجزيئات أن تتصادم، والمزيد من التصادمات يعني المزيد من البيانات التي يمكن تحليلها. يستخدم مصادم الهادرونات الكبير كمية هائلة من الطاقة، إذ إن سيرن يستهلك سنويا كمية من الكهرباء تعادل استهلاك بلدة صغيرة، أو حوالي 300 ألف منزل. جزء من هذه الطاقة يستخدم لتسريع البروتونات لتصل إلى ما يقارب سرعة الضوء، وهي سرعة تكفي لانشطارها إلى جسيمات متناهية في الصغر عندما تتصادم ببعضها بعضا. تقول كلارا إن "اثنين من بين التحديثات التي أجريناها على مصادم الهادرونات شملت زيادة طاقته، ولذا ستكون التصادمات التالية قياسية". "كما أننا قمنا بتحسين زاوية التقاطع التي تتصادم عندها البروتونات داخل المجسات، وهذا من شأنه زيادة احتمال تفاعل اثنين من تلك البروتونات، وهذا بدوره يزيد من كمية البيانات التي يمكننا جمعها". التليسكوب "الخارق" الذي سيمكننا من رؤية أول نجوم الكون
غموض المادة المظلمة
يأمل العلماء في سيرن أن تساعدهم كل هذه البيانات على اكتشاف أسرار المادة المظلمة. تقول كلارا: "المادة المظلمة تشكل ما بين 80 إلى 85 في المئة من الكون الذي نعيش فيه، وسبب تسميتها هو أنها لا تتفاعل مع الضوء، ومن ثم لا يمكننا رؤيتها". "الشيء المثير للاهتمام حقا هو أننا لا نعرف ما هي بالضبط".
التعليقات مغلقة.