مبارك: إسرائيل ضغطت على ثاتشر لإنقاذ نظام الرئيس المصري الراحل من أسوأ أزماته الاقتصادية – وثائق بريطانية
تروي الوثائق أنه كانت هناك دولة عربية مؤثرة راهنت الدول الكبرى عليها، وربما لا تزال، لضمان السلام بين العرب وإسرائيل، تمر بأزمة اقتصادية خانقة. وعندما لجأ رئيسها إلى أصدقائه في الغرب، أبوا أن يساعدوه، رغم ضغوط الإسرائيليين، إلا بعد أن يقبل شروط صندوق النقد الدولي مع قسوتها. الدولة هي مصر والرئيس هو الراحل حسني مبارك، والفترة تقع بين عامي 1986 و1988. يكشف عدد من وثائق رئاسة الوزراء البريطانية السرية، التي حصُلت عليها بمقتضى قانون حرية المعلومات، عن إلحاح شمعون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على مرغريت ثاتشر، رئيسة حكومة بريطانيا، في منتصف عام 1986 على مساعدة نظام مبارك ماليا "حفاظا على السلام" في الشرق الأوسط. عاشت مصر هذا العام ذروة أزمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة، دفعت مبارك إلى القيام بعدة جولات أوروبية وعربية وأسيوية وأمريكية طلبا للمساعدة العاجلة. ففيه عانت البلاد انخفاضا في التحويلات بالعملة الصعبة من المغتربين المصريين بعد عودة كثير منهم من دول الخليج نتيجة خفض العمالة، وتدنت أسعار النفط، وتراجعت إيرادات السياحة بسبب الإرهاب، وانخفضت عوائد قناة السويس. وسُدت، بذلك، أبواب رئيسية للدخل من العملات الأجنبية. وبلغت قيمة الديون الخارجية في منتصف 1986 نحو 45 مليار دولار. وثائق تكشف أسرار الخلاف بين مبارك وبريطانيا بشأن مكافحة الإرهاب رحلة مبارك الأخيرة من القصر الرئاسي إلى المحكمة لماذا تشتري مصر الذهب؟ وفي العام نفسه، حل موعد سداد بعض أقساط الديون. وكان على الحكومة المصرية أن تسدد فوائد ديون خارجية بقيمة 5.5 مليار دولار تقريبا. اهتز الاقتصاد بقوة، لتُجبَر مصر على اللجوء إلى الاستدانة من صندوق النقد الدولي، الذي فرض شروطا بالغة القسوة، أخافت نظام مبارك من العواقب.
التعليقات مغلقة.