الولايات المتحدة تبدأ تطبيق حظر استيراد السلع المنتجة بالسخرة في إقليم شينجيانغ الصيني ذي الأغلبية المسلمة

مظاهرة مناهضة لقمع الصين الإيغور
Getty Images
احتجاجات من الإيغور في لندن ضد قمع السلطات في الصين واستخدام العمالة بالسخرة

من المقرر أن يدخل الحظر الأمريكي على استيراد المنتجات الصينية من منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية المسلمة حيز التنفيذ الثلاثاء، مع تطبيق القواعد الجديدة ضد ممارسات الحكومة الصينية بحق مسلمي الإيغور وتشغيلهم بالسخرة.

وبموجب اللوائح، يتعين على الشركات الأمريكية إثبات أن الواردات التي تدخل البلاد لا يتم إنتاجها في المنطقة باستخدام العمالة القسرية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن السلطات الصينية اعتقلت مواطنين ينتمون لأقلية الإيغور المسلمة، وتم إجبارهم على العمل.

ورفضت بكين مرارا اتهامات بأنها تحتجز الإيغور في معسكرات اعتقال في شينجيانغ، الواقعة شمال غربي الصين.

وحظرت الولايات بالفعل العديد من الواردات من المنطقة الغنية بالموارد، بما في ذلك القطن والطماطم.

والآن سيتم تمديد القيود لتشمل جميع الواردات بموجب قانون منع العمل الجبري للإيغور، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

إجراءات أمريكية ضد الصين بسبب "قمعها" مسلمي الإيغور

وثائق مسرّبة للشرطة الصينية توثق القمع الواسع لمسلمي الإيغور

منظمات صينية على اللائحة السوداء الأمريكية بسبب "انتهاكات ضد الإيغور"

الصين: على العالم تجاهل "الأقاويل" حول شينجيانغ

وفي بيان صدر أواخر الأسبوع الماضي، قال المشرعون الأمريكيون إن القانون يبعث "برسالة واضحة مفادها أننا لن نظل متواطئين بعد الآن مع استخدام الحزب الشيوعي الصيني للسخرة والجرائم الفظيعة ضد الإنسانية".

وقال السناتور الجمهوري الأمريكي ماركو روبيو وزميله الديمقراطي جيف ميركلي، واثنان آخران من أعضاء الكونغرس، إن "الكونغرس على استعداد للعمل مع الرئيس بايدن وإدارته لضمان تنفيذ هذا القانون التاريخي بشكل كامل وصارم".

اعتقال إيغور
AFP
عشرات الآلاف من معتقلي الإيغور عملوا "بجزء ضئيل من الحد الأدنى للأجور أو بدون أي تعويض" في شينجيانغ

وفقا للكونغرس، احتجزت الصين أكثر من مليون من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى في شينجيانغ منذ أبريل/نيسان 2017.

ويعتقد أن عشرات الآلاف من المعتقلين عملوا "بجزء ضئيل من الحد الأدنى للأجور أو بدون أي تعويض" في شينجيانغ ومقاطعات أخرى، "تحت ستار برامج المساعدة الصناعية والتخفيف من حدة الفقر".

وأضاف الكونغرس أن الصين أيضا "تتدخل في عمليات التدقيق والمراجعة للتأكد من مطابقة المواصفات لفحص السلع وسلاسل التوريد في شينغيانغ، بأساليب منها تخويف الشهود المحتملين وإخفاء المعلومات ذات الصلة".

ونفت الصين استخدام السخرة وقالت إن المعسكرات في شينجيانغ منشآت "إعادة تعليم" تستخدم لمكافحة الإرهاب.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين أخيرا الاتهامات المتعلقة بالعمل القسري بأنها "كذبة لا معنى لها ومختلقة من جانب قوى خارجية معينة".

لكن الملفات المسربة والروايات المباشرة من داخل المعسكرات، والتي حصلت عليها بي بي سي، كشفت تفاصيل عن نظام ممنهج للاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي وتعذيب الأقليات العرقية.

كما اتهمت جماعات حقوق الإنسان الحكومة الصينية بتجريد الإيغور من للحريات الدينية وغيرها من الحريات من خلال المراقبة الجماعية والاحتجاز والتلقين وحتى التعقيم القسري.

ماذا يعني قانون الكونغرس بالنسبة للعلامات التجارية؟

قطن مزروع في شينغيانغ بالصين على يد الإيغور
Getty Images
القطن المزروع في شينجيانغ بيد الإيغور سيكون جزءا من البضائع التي يسري عليها الحظر

قال سكوت نوفا، المدير التنفيذي لاتحاد حقوق العمال المستقل في واشنطن العاصمة، إن قانون منع العمل الجبري للإيغور "من المرجح أن يقلل بشكل كبير من ممارسة العمل الجبري في شينغيانغ" من خلال "تقليص جزء كبير من سوق سلع الإقليم".

وأضاف نوفا: "السؤال الحاسم هو ما إذا كانت العلامات التجارية التي تبيع البضائع في الولايات المتحدة ستحاول الاستفادة من الحماية الأضعف في الأسواق الاستهلاكية الأخرى، من خلال توجيه السلع التي بها مكونات مصنوعة من شينجيانغ إلى تلك الأسواق".

وأكد على أن الاتحاد سيعمل على "تحديد وكشف علانية أي علامات تجارية وتجار تجزئة ينخرطون في هذه الممارسة".

ومن جانبها، قالت لورا مورفي، أستاذة حقوق الإنسان بجامعة شيفيلد هالام في بريطانيا، إنه يجب على الاتحاد الأوروبي فرض حظر استيراد مماثل على البضائع من شينجيانغ.

وأضافت مورفي: "أعتقد أن مواطني الاتحاد الأوروبي سيصدمون عندما يعلمون أنه لا يوجد حظر على المنتجات المعروفة بأنها مصنوعة من العمل القسري".

وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يحتاج أيضا إلى أن يكون "رائدا في تمرير العناية الواجبة بحقوق الإنسان.. وهاتان الأداتان ضروريتان لضمان معالجة الشركات للعمل القسري والانتهاكات الأخرى في سلاسل التوريد الخاصة بها".

وخضعت علامة تجارية يابانية للبيع بالتجزئة (يونكلو وموجي) لمراجعة وتدقيق من جانب السلطات بسبب شكوك حول بيعها منتجات من شينجيانغ.

وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي، منعت الولايات المتحدة شحنة من قمصان الرجال يونكلو بسبب مخاوف من أنها تنتهك الحظر المفروض على منتجات القطن من المنطقة.

وردا على استفسار من بي بي سي الأسبوع الماضي، لم يذكر المتحدث باسم يونكلو إن كانت العلامة التجارية اليابانية تستخدم القطن من شينغيانغ أم لا.

وقال المتحدث: "نواصل العمل مع (المسؤولين الأمريكيين) لتنفيذ إجراءات الاستيراد السلس لمنتجاتنا، وننتظر الإرشادات الجديدة المقرر إصدارها في 21 يونيو/حزيران".

في غضون ذلك، تعرضت متاجر التجزئة اليابانية موجي لانتقادات لانتاجها مجموعة من قمصان أكسفورد "مصنوعة بجودة عالية من القطن العضوي المنتج بالكامل في شينغيانغ" في عام 2019.

وقال متحدث باسم شركة ريوهن كيكاكو، التي تدير علامة موجي التجارية، لبي بي سي إنها لا تصدر حاليا منتجات من شينغيانغ إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، رفضت الشركة التعليق على ما إذا كانت تبيع منتجات من شينغيانغ في دول أخرى.

وقال المتحدث: "في أنشطتنا التجارية، نلتزم بقوانين وأنظمة كل بلد ومنطقة، ونتخذ جميع الخطوات اللازمة لاحترام حقوق الإنسان ومعايير العمل".

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أعلنت حظر منتجات القطن والطماطم من شينغيانغ.

ووافق مجلس الشيوخ في يوليو/تموز الماضي، والكونغرس في ديسمبر/كانون الأول، على قانون منع العمل الجبري للإيغو واسع النطاق. وقد تم التوقيع عليه لاحقا ليصبح قانونا من قبل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.

اعتبارا من يوم الثلاثاء، سيوقف مسؤولو الجمارك وحماية الحدود الأمريكية جميع الشحنات من شينغيانغ التي تصل إلى الموانئ الأمريكية.

وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إنه سيتم منع البضائع من دخول البلاد ما لم يتمكن المستورد من "إثبات الدليل الواضح والمقنع بأن البضائع لم يتم إنتاجها بالسخرة".


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.