المغاربة يستهلكون 110 ملايين خبزة يوميا وأوكرانيا في حالة حرب.. الأزمة تطرق الأبواب

يبدو أن أجراس الإنذار التي ذوت مع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، بلغت مداها في سوق الغذاء الوطني، لاسيما على مستوى انخفاض المخزون الاستراتيجي للقمح والانتاجية الضعيفة هذا العام، ما يزيد من المخاوف وهواجس انعكاس ذلك على المعيش اليومي للمغاربة وتأثير ذلك على مادة “الخبز” تلك السلعة الغذائية الأهم من الناحية الاستراتيجية.

 

ولأنه المادة الأساسية في صناعة الخبز، اكتسب القمح أهمية الخبز، وأصبح المحصول الزراعي الأول من حيث المساحة التي يشغلها من الأراضي الزراعية في المغرب، والسلعة الأكثر أهمية في محددات الأمن الغذائي على مستوى العالم، ومخزونه الإستراتيجي يمثل صمام وضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمن القومي للدولة.

 

ويترقب متابعون أن تتجه الحكومة إلى  بحث بدائل أخرى تعوض المورد الرئيسي “أوكرانيا”. وما يزيد من معوقات البحث هو سعي مجموعة من الدول إلى الأمر ذاته في نفس الوقت من سيضع العالم أمام قلة العرض وارتفاع والطلب، وما يترتب عن ذلك من ارتفاع في الاسعار الملتهبة من أساسها.

 

ويبلغ حجم الاستهلاك الوطني من مادة الخبز ما يفوق 110 ملايين رغيف يوميا، بمعدل أكثر من  3 أرغفة يوميا للفرد الواحد على الأقل. في المقابل ترتفع  وثيرة الاستهلاك بشكل كبير في مدينة الدار البيضاء التي تستهلك لوحدها ما يناهز 35 مليون رغيفا يوميا.

 

ضعف الانتاج الوطني من الحبوب بسبب قلة التساقطات، دفع المغرب إلى طرق أبواب الواردات اتي اصطدمت بدورها مع التكلفة العالية التي بلغت ذروتها في الخمس سنوات الماضية، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وبالموازاة مع ارتفاع أسعار الحبوب، بلغت قيمة واردات المغرب من القمج في شهر واحد من السنة الحالية حوالي 2.6 مليارات درهم، وبالتالي، قفز سعر الطن الواحد من القمح في نهاية شهر يناير مثلا إلى 3238 درهم مقابل 2669 درهم السنة الماضية، ما يمثل زيادة بنسبة 21.3 في المائة.

 

ويبلغ الإنتاج المتوقع للحبوب الرئيسية الثلاثة (القمح اللين، القمح الصلب، الشعير) برسم الموسم الفلاحي 2022/2021 يقدر بـ 32 مليون قنطار، أي بانخفاض بنسبة 69 % مقارنة بالموسم السابق الذي سجل إنتاجا من بين الإنتاجات القياسية.

 

وقالت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات الوزارة، في بلاغ لها، أن هذا الإنتاج تم الحصول عليه من خلال مساحة مزروعة بلغت 3,6 مليون هكتار من الحبوب الثلاث برسم هذا الموسم.

 

وأضاف المصدر ذاته أنه من المتوقع أن يبلغ إنتاج الحبوب حسب الأصناف 17,6 مليون قنطار من القمح اللين، 7,5 مليون قنطار من القمح الصلب، 6,9 مليون قنطار من الشعير، مشيرا إلى أن أكثر من 60٪ من الإنتاج يأتي من مناطق مواتية بجهتي فاس – مكناس والرباط – سلا – القنيطرة.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق