تمغربيت..إصدار جديد لفهم أسئلة مجتمعية ملحة

 

يعود الباحث الأكاديمي المغربي وأستاذ العلوم الاجتماعية، سعيد بنيس، حاملا معه هم تفكيك ما طرأ على المجتمع المغربي من تحول في التواصل مع المحيط والتفاعل مع الأحداث بسردية “تمغربيت”في العالمين الافتراضي والواقعي، إذ طرحت هذه المتغيرات في فكر بنيس، مايرتبط بجدوى الغوص في اليقينيات المحلية، انطلاقا من إصداره الجديد، “تمغربيت .. محاولة لفهم اليقينيات المحلية”.

 

في هذا الباب، أجرت “الأيام 24″، حوارا مع الأكاديمي، سعيد بنيس، في سعي لفتح الباب أمام أسئلة للفهم والاستيعاب، كيف أسس لمفهوم “تمغربيت” ؟ وما التحول الذي المفهوم في عمقه المحتمعي؟.

 

وتروم هذه المحاولة، وفق بنيس، فهم سردية تمغربيت والغوص في جدوى استيعاب اليقينيات المحلية، فسؤال تثبيت تَمَغْرِبِيتْ كسردية مغربية تتقاطع ضمنها اليقينيات المحلية صار رهين خيار استراتيجي وثقافي ومؤسساتي وسياسي ودستوري وإنساني وحضاري. يمكن هذا التثبيت من ضبط آليات التساكن وممكنات العيش المشترك وتعزيز عناصر الرابط الاجتماعي وبناء عقد مجتمعي، أساسه تحقيق تنمية نوعية، تزاوج بين القوى الناعمة والقوى الصلبة، وتُبَوِّئُ المملكة المغربية مكانة متميزة على الصعيد الإقليمي والعالمي.

وعن التركيز حول كلمة “الرباط”، يرجعها الكاتب إلى ما أسماه “المواطنون أصبحوا مرابطين في العالم الافتراضي تحولوا من مواطنين واقعيين إلى مواطنين افتراضيين، هذا الرابط الجديد مكن مغاربة خلال الجائحة من الإنتقال من الفعلية الواقعية إلى فاعلية افتراضية، أصبحت العادات تتشارك على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني تحولا إلى رابط افتراضي تتحكم به التكنولوجيا، وفيه يقول الكاتب أن ملامح تمغربيت تغيرت من تواصل واقعي إلى تمغربيت للأتصال الإفتراضي وبالتالي الانتقال من مجتمع التواصل إلى مجتمع الاتصال

 

الكتاب يجري وراءالمستجد المجتمعي إبان كورونا وما بعدها واثارها الممتدة في الزمن، يقول سعيد بنيس، إنه جرى استشراف تغير مجتمعي في صيغة سردية “تمغربيت”ديجيتالية” أو  “نيو تمغربيت” إذ هي نتيجة حتمية للتحول من رابط اجتماعي واقعي إلى رباط مجتمعي افتراضي، من أهم مميزاته التواجد المستمر واليقظة الديجيتالية والرقابة المواطنة والتفاعل الجماعي والفردي من خلال قنطرة ما يمكن توصيفه ب “الفردانية الجمعية” و”النخب السائلة”.

 

صفحات الإصدرا الجديد، هي محاولة لتقديم سردية تَمَغْرِبِيتْ كبيئة قيمية تجيب عن بعض الإشكالات من قبيل الإحباط المجالي والبطالة عند الشباب والفوارق المجالية والحرمان الاقتصادي والمواطنة الافتراضية وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية، لأن نجاعة النموذج التنموي ترتهن باستبطان الشعور تمغربيت  حقا وواجبا ووجودا من داخل منطق ترابي، لمجتمع المعرفة ومجتمع الثقة ومجتمع العدالة الاجتماعية، وقوة انخراط المثقف الترابي وحضوره إلى جانب الفاعل الترابي.

 

ويتكون الكتاب تسعة فصول تناولت عدة علائق تربط سردية تَمَغْرِبِيتْ باليقينيات المحلية منها : العناصر المؤسسة لسردية تمغربيت ، سردية تمغربيت والبيئة الثقافية ، تمغربيت والدينامية المجتمعية، تمغربيت  والتمظهرات الهوياتية، تمغربيت  وجائحة كورونا، تَمَغْرِبِيتْ والعالم الافتراضي، تمغربيت ومنظومة القيم، تمغربيت والبعد الترابي ، تَمَغْرِبِيتْ وسؤال المخرجات. والكتاب في الأخير هو محاولة لإعادة التأمل في بعض ملامح الشخصية والهوية المغربية كاعتراف مستحق بفضائل أمة قامت على التعدد والتنوع، مفتونة بالحضارة ومجبولة على الكرم الانساني.

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق