الولايات المتحدة ترى أن موسكو قد تشن هجوما على أوكرانيا “في أي وقت”

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
Getty Images
سيجري بلينكن محادثات رباعية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا قبل أن يجتمع مع لافروف
قالت الولايات المتحدة إن روسيا يمكن أن تشن هجوما على أوكرانيا في أي وقت. وجاء هذا التحذير قبيل بدء مهمة ديلوماسية لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن بشأن الأزمة الأوكرانية تشمل محادثات رباعية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في برلين، قبل أن يجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة المقبل في جنيف. ورفع المسؤولون الأمريكيون مستوى التهديد قائلين إن الأزمة التي تختمر ببطء وصلت إلى مرحلة جديدة خطيرة. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي "نعتقد أننا الآن في مرحلة يمكن لروسيا أن تشن فيها في أي وقت هجوما على أوكرانيا .. أود أن أقول إن هذا أمر جدي أكثر من السابق". وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن هناك مخاوف من أن مسودة إصلاحات دستورية في بيلاروسيا، الدولة المتحالفة بشكل وثيق مع موسكو، قد تسمح بنشر أسلحة نووية روسية. وجاء ذلك في الوقت الذي تدفقت فيه القوات الروسية داخل البلاد لإجراء ما قيل إنها تدريبات، ولكن بمستويات قال المسؤول الأمريكي إنها "غير اعتيادية". وتصر روسيا على أنه ليس لديها أي خطة لغزو أوكرانيا. وفي عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بعد أن أطاح الأوكرانيون برئيسهم الموالي لروسيا. وفي وقت لاحق من ذلك العام، سيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء كبيرة من شرقي أوكرانيا. وتشترك أوكرانيا في الحدود مع كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا التي تجمعها بها روابط اجتماعية وثقافية عميقة. وألقت ساكي باللوم على الزعيم الروسي قائلة إن "الرئيس بوتين هو من خلق هذه الأزمة"، وحذّرت مرة أخرى من أن عقوبات إقتصادية غير مسبوقة ستأتي بعد هجوم روسي على أوكرانيا. وأضافت "ليس هناك خيارا مطروحا على الطاولة" عندما يتعلق الأمر بالعقوبات. وأكدت ساكي أن هذا قد يشمل تعليق خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" من روسيا إلى ألمانيا. وينظر إلى خط الأنابيب، الذي تم الانتهاء منه ولكن لم يتم تشغيله، على أنه جزء مهم من شبكة إمدادات الطاقة في أوروبا، ولكنه أيضا درة التاج في قدرات التصدير لموسكو. وأشارت ساكي إلى أنه "ما زالت وجهة نظرنا هي أن وقف خط أنابيب نورد ستريم 2 هو جزء موثوق نتمسك به فيما يتعلق بروسيا".

محادثات غير حاسمة

ويأتي ذلك في أعقاب محادثات غير حاسمة أجريت الأسبوع الماضي في جنيف وبروكسل وفيينا، حيث قدمت روسيا ما تصفه الحكومات الغربية بأنه مطالب "غير مقبولة".
جندي أوكراني يراقب من خلال منظار على خط المواجهة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا بالقرب من قرية لوغانسك 2022
Getty Images
تصر روسيا على أنه ليس لديها أية خطط لغزو أوكرانيا
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل زيارته "على أهمية مواصلة المسار الدبلوماسي لتهدئة التوترات". وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن لافروف أبلغ بلينكن أن موسكو بحاجة إلى ردود "محددة لكل أمر على حدة" من مقترحاتها "في أسرع وقت ممكن". ودعا بلينكن إلى "عدم تكرار التكهنات حول العدوان الروسي المزعوم". مباحثات جديدة بين بايدن وبوتين لإيجاد 'مسار دبلوماسي' للتهدئة في الأزمة الأوكرانية روسيا "مستاءة ولن تقدم تنازلات" في المحادثات مع الناتو بشأن أوكرانيا وفي وقت سابق، قال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية الزائرة أنالينا بيربوك، إنه لن يكون هناك مزيد من المفاوضات حتى يستجيب الغرب. بالإضافة إلى منع أوكرانيا من عضوية الناتو، تطالب موسكو بفرض قيود على قوات الناتو في الدول الأعضاء الحالية مثل بولندا ودول البلطيق التي كانت ذات يوم في الكتلة السوفيتية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف يوم الأربعاء "لتعزيز التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها". وسيجري بلينكن بعد ذلك محادثات رباعية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في برلين، قبل أن يجتمع مع لافروف يوم الجمعة في جنيف.

تدريبات عسكرية في بيلاروسيا

انفصاليون مؤيدون لروسيا
AFP
وقد شرعت روسيا وبيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا، الثلاثاء، في مناورات عسكرية مبكرة، مما زاد التوترات في المنطقة. وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية إنها تستضيف التدريبات بسبب استمرار "تفاقم" التوترات العسكرية، بما في ذلك على حدودها الغربية والجنوبية. وتقع أوكرانيا جنوب بيلاروسيا وشرق بولندا العضو في الناتو والاتحاد الأوروبي. واشنطن تحذر من مخطط روسي لاختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا هل تتغلب الدبلوماسية الملقبة بـ"الثعلب الفضي" على بوتين؟ لافروف يحذر من عودة "كابوس المواجهة العسكرية" في أوروبا ولم تكشف موسكو ولا مينسك عن عدد القوات المشاركة، لكن مقطع فيديو نشرته بيلاروسيا أظهر عربات عسكرية بما في ذلك دبابات.
نائب وزير الدفاع الأوكراني، أناتولي بترينكو (يسار) يحضر تسليم أنظمة أسلحة خفيفة ومضادة للدروع، قدمتها بريطانيا تصل إلى كييف، أوكرانيا في 18 يناير/كانون أول 2022
Getty Images
نائب وزير الدفاع الأوكراني أناتولي بترينكو (يسار) يتسلم أنظمة أسلحة خفيفة ومضادة للدروع قدمتها بريطانيا إلى كييف
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية "هذه الأرقام تتجاوز بالطبع ما كنا نتوقعه بشأن ما يتعلق بحق التدريبات العادية. إذ تتطلب التدريبات العادية إخطارا قبل 42 يوما". كما حذّرت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي موسكو من غزو أوكرانيا، بينما قال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إنه يعتزم مناقشة التوترات المتزايدة مع بوتين. وزودت تركيا القوات الأوكرانية بطائرات بدون طيار قتالية، مما أثار انتقادات شديدة من موسكو. وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس في البرلمان يوم الإثنين، أن لندن سترسل أسلحة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا.

شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.