عقبة “الفيتو الروسي”..هل يساهم الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في حل مشكل النزاع المفتعل بالأمم المتحدة؟

في سياق التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، منذ الإعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على صحرائها، وما راكم ذلك من مكتسبات مهمة لصالح قضية الوحدة الترابية للمملكة، وآخرها القرار الأممي الأخير، أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، عن تجديد تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل “جاد وذي مصداقية وواقعي” من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

 

وأورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صدر عقب اللقاء الذي جمع في واشنطن بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكين، “إننا مستمرون في اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي على أنه جاد وذي مصداقية وواقعي”.

 

كما أعرب الطرفان، من جهة أخرى، عن “دعمهما” للمبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في مهمته لقيادة العملية السياسية المتعلقة بالصحراء، والتي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وتساءل مراقبون، عن استمرار سبب غياب إعلان إدارة بايدن،  عن موقفها من قرار الرئيس السابق بالاعتراف بمغربية الصحراء، رغم اللقاءات التي تجمع مسؤولين مغاربة بنظرائهم الأمريكيين.

 

وفي هذا الصدد، يعتبر  الخبير في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية، سمير بنيس، في قراءة للقاء بوريطة وبلينكن الأخير بواشنطن، أنه منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وفي كل مرة كان هناك لقاء بين مسؤول مغربي ومسؤول أمريكي وإن تحدث أي مسؤول أمريكي عن العلاقات بين البلدين، يبدأ البعض في القول لماذا لم يقوم ذلك المسؤول باستعمال المكبر الصوتي والتأكيد مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية لا تنوي سحب الاعتراف بمغربية الصحراء.

 

واعتبر بنيس، أنه بعدما كان البعض يقول أن هذه الإدارة ستقوم فور تقلدها المسؤولية بسحب الاعتراف بمغربية الصحراء، خفضوا من سقف تطلعاتهم بعدما تبث أنه لن تقوم بذلك وبدأوا يطالبونها في كل مرة بالتأكيد على موقفها، متسائلا أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية لم تعد تعترف بمغربية الصحراء، فالسؤال المطروح هو لماذا تستعمل خريطة المغرب بأكملها في كل مواقعها الرسمية بما في ذلك وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات ومركز الوقاية من الأمراض؟ ولماذا نشرت هذه الأخيرة هذه التدوينة التي تظهر خريطة المغرب كاملةً والتي قام بلينكن بنشرها مباشرة وذلك أقل من 24 ساعة بعد لقائه مع وزير الخارجية ناصر بوريطة؟.

 

وأضاف المحلل السياسي، أنه من جهة، فهناك فرق بين الخطاب التي تستعمله هذه الادارة بخصوص العديد من القضايا والخطوات التي تتخذها على أرض الواقع والتي لا تعكس دائما خطابها، معتبرا أنه صحيح من ناحية الخطاب، أن إدارة بايدن لن تستعمل ذلك الخطاب الذي يتوق إليه المغرب وأن تظهر بشكل صريح دعمها الواضح للمغرب، ولكن ما يهم وهو الأفعال، وأفعال هذه الادارة تدل على أنها لم تسحب الاعتراف الأمريكي ولن تسحبه. ومن ناحية أخرى، وخلافاً لما يدعيه بعض الأصوات، فلم يطرأ أي تغيير على تسمية الاعلان المشترك بي المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، فمنذ اليوم سمي هذا الاعلان إعلاناً مشتركا وليس اتفاق مشتركاً وكل الوثائق الدبلوماسية المتاحة تؤكد ذلك.

 

وأوضح بنيس، أنه من ناحية أخرى، أود التذكير أن الاعتراف الأمريكي لن يحل مشكل الصحراء في الأمم المتحدة وأن واشنطن لن تقوم بفرض أي حل على أطراف النزاع، لأنها في تلك الحالة، فقد تجبر روسيا على استعمال حق الفيتو. ولكن من الناحية السياسية، فعلينا أن نضع حداً لهذا النقاش العقيم وأن نعطي لكل ذي حق حقه وأن نقره بأن يعتبر ربحاً دبلوماسياً كبير للمغرب. وكما قال رئيس الحكومة السابق، عبد الاله بن كيران، انتهى الكلام، مشيرا  أن كل من كان يتمنى أن تقوم واشنطن بإعادة النظر في ذلك الاعتراف، فلعيه محاولة فهم طريقة اتخاذ القرار في الولايات المتحدة وأن يتجرد في تحليله من عاطفته وميولاته وأن يتعامل بالأمور بشكل موضوعي.

 

وختم بنيس بالقول، “علينا فقط أن نرى حالة الجنوب التي وصل إليها النظام الجزائري والتوجس الذي تعاني منه إسبانيا بعد ذلك الاعتراف لنعرف قيمته الدبلوماسية. علينا ألا نضخم الأمر وألا نقول أن المغرب حق أي فتح عظيم أو ربح الرهان بشكل نهائي، لأن الطريق لا يزال طويلاً، ولكننا في نفس الوقت علينا ألا نبخس من قيمة ما حققه المغرب لحد الساعة على الرغم من كل الاكراهات التي يواجهها وكل الشوائب التي تحيط ببعض طرائق تعامل المغرب مع هذا النزاع، خاصةً في شق التسويق لمواقفه وفي شرق بناء السردية”.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. أوجطي محمد

    مقال جيد

  2. أوجطي محمد

    مقال جيد

اترك تعليق