مدريد ترسل إشارة إيجابية إلى الرباط.. هكذا علّق سانشيز على خطاب الملك

تفاعلت الحكومة الاسبانية بايجابية  مع الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، الجمعة، ودعا من خلاله إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار، في حديثه عن الأزمة بين الرباط ومدريد التي طال أمدها بعد أن تأججت نيرانها بسبب دخول ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو سرا إلى الأراضي الاسبانية وبهوية مزيفة.

الملك محمد السادس كان قد أعرب في خطاب بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب عن الأمل في “إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص.

وخلال مؤتمر صحافي في توريخون دي أردوز (شمال-شرق مدريد)، قال رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز إنه يود “شكر ملك المغرب على تصريحاته” فيما كان قادة أوروبيون بارزون إلى جانبه بعد زيارتهم مخيما يأوي لاجئين أفغانا جرى إجلاؤهم من كابول.

 

وأضاف بيدرو سانشيز الذي ذكره الملك باسمه في الخطاب، “اعتبرنا المغرب حليفا استراتيجيا على الدوام”.

 

وقال سانشيز “انطلاقا من الثقة، الاحترام والتعاون، بمقدورنا بناء علاقة أكثر تماسكا من تلك التي جمعتنا إلى الآن”.

 

يمكن إذن اعتبار الخطاب الملكي الذي خصص حيزا مهما لإسبانيا ورد فعل رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، مؤشرا مهما على تحسن ملموس تشهده العلاقات بين البلدين ورغبتهما في إنهاء الأزمة الدبلوماسية.

 

الملك قال في الخطاب إن “هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت، هذا غير صحيح. المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”.

 

وتابع قائلا: “وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.

 

ويضيف الملك محمد السادس: “صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها”.

 

ثم أكد أن الدولة المغربية “اشتغلت مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين”.

 

وكشف الملك أن المفاوضات مع إسبانيا كانت تحت إشرافه، حيث يقول في الخطاب “وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات”.

 

عن النهج المغربي في تدبير المفاوضات يؤكد الملك محمد السادس :”لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات”.

 

وقال أيضا: “إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد إيمانويل ماكرون روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق