4 فخاخ تعترض طريق أنبوب الغاز “المغرب-نيجيريا”

الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بوهاري

عاد ملف أنبوب الغاز “المغرب-نيجريا” عقب فترة من الصمت إلى الواجهة مجددا، بعد أن أعلن المدير العام لمؤسسة البترول الوطنية النيجيرية (NNPC)، يوسف عثمان، استعداد الحكومة الفيدرالية النيجيرية لبناء خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، مؤكدا استكمال خطط تجسيد المشروع، لكن حديث عثمان لا يعفي من طرح التساؤلات حول كيفية تجاوز الفخاخ التي تعترض طريق مد هذا الأنبوب.

 

 

وبناء على ما تنبأ به جون ماركس الخبير في مجال الطاقة ومدير مكتب “African energy” الذي قال إن المشروع لن يرى النور أبدا، فعملية بنائه طول المسافة بين نيجيريا والمغرب ستواجهها تحديات صعبة جدا بداية من انعدام الأمن وتراجع سيادة بعض الدول على مساحات من أراضيها أمام مد الحركات المتطرفة.

 

1- الأمن

 

الأنبوب الذي يربط بين نيجريا وغانا والذي لم يخرج إلى أرض الواقع إلا بعد 28 سنة، بدأ تشغيله سنة 2010 لكن عملا تخريبيا استهدفه على مستوى منطقة “دلتا النيجر” أوقف الإمدادات لفترة، علما أن هذا الأنبوب يربط على مستوى الغرب الافريقي بين نيجريا والبنين والتوغو ويصل إلى غانا على أن يتم تمديده في اتجاه كوت ديفوار والسنغال.

 

فالمشروع الذي يمر عبر 4 دول فقط لم يسلم بعد تدشينه من التخريب وبالتالي فإن مروره عبر 12 دولة سيكون تحديا صعبا جدا، علما أن “دلتا النيجر” هي المنبع الأول للغاز الذي سيُضخّ في اتجاه الدول المستفيدة.

 

 

2-مصداقية نيجيريا

 

وبالنسبة لنيجيريا الشريك الأول مع المغرب في مشروع الأنبوب، هذه البلاد لا تحظى اقتصاديا بمؤشرات ثقة جيدة ما يعني أن تحديات صعبة تنتظر الرئيس محمد بوهاري وحكومته لإقناع المستثمرين والمانحين.

 

وستكون عملية التفاوض صعبة لإقناع المستثمرين بالجدوى التجارية والمالية للمشروع حسب الاختصاصيين نظرا لتكلفته العالية من جهة ومداخيله غير المضمونة من جهة ثانية، مع الأخذ بعين الاعتبار دخول لاعبين جدد للسوق الأوروبية مثل أذريبيجان ونية تركيا انتاج الغاز بعد اكتشاف حقول في عرض البحر شرق المتوسط.

 

3- التفاوت

 

سيمر الأنبوب من دول يميزها عن بعضها البعض مستوى التفاوت الكبير اقتصادي وتنمويا والعجز الواضح في البنية التحتية، كما أن سعر فواتير الاستفادة من الغاز مهدد بعدم الدفع بالنظر للوضعية المالية لبعض هذه الدول، فالمشروع الممتد من نيجيريا إلى غانا واجه مثل هذه المشاكل.

 

4- التحدي السياسي

 

فيما الأهم والأكثر تعقيدا هو الجانب السياسي فالمنطقة غير مستقرة وتعاني من بيروقراطية معقدة في الحدود بين الدول، وسيكون التحدي بالنسبة للمغرب هو مرور الأنبوب عبر صحرائه الشاسعة مع تحضير أوراق ضاغطة للتصدي لمناورات محتملة شبيهة بما تتعرض له اتفاقية الفلاحة والصيد البحري الموقعة مع الاتحاد الاوروبي، إضافة إلى تأثر مركز القرار السياسي في بعض الدول التي سيعبرها أنبوب الغاز بالضغوطات الخارجية خاصة من الذين يتوجسون من المنافسة في السوق الدولية مثل الجزائر وروسيا.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. رشيد المغربي

    ماذا ينتظر من رجل يحمل إسم ماركس؟ كل ما جاء به من معوقات تواجه هذا المشروع الضخم مسيس واعجازي ومفشل. هل نيجيريا والمغرب لم يقوما بدراسات معمقة من طرف أخصاءيين وخبراء وعلماء الخ.. هل الدولتين بليدتين إلى هذا الحد.
    كفى ضحكا على الذقون. المشروع ناجح بنسبة كبيرة ولاعزاء للحاقدين

اترك تعليق